الجامعة اللبنانية - كلية الا داب والعلوم الا نس انية

Transcript

1 العدد الشامن والعشرون: ٢٠١٥-٢٠١٦

2 ح نون مج ل ة لبنانية جغرافية مقتطف م ن ا عمال ق س م الجغرافيا العدد الشامن والعشرون: ٢٠١٥-٢٠١٦ الجامعة اللبنانية - كلية الا داب والعلوم الا نس انية ١

3 تعنى هذه النشرة الدورية بنشر الا بهاش الجغرافية الخاص ة وبص ورة ا عم بالشرقين الا دنى والا وس ط. يم كن للموءس س ات والهيي ات التي تهتم بمشل هذه الا بهاش ا ن تحص ل على هذه النشرة في نطاق المبادلة بالمشل. هيي ة الا شراف : رءيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان الس يد حس ين الس ادة الدكتورة محمد توفيق ا بو علي عميد كلية الا داب - الجامعة اللبنانية ا س تاذ في الجامعة اللبنانية الدكتور علي فاعور ا س تاذ في الجامعة اللبنانية الدكتور بهزاد الهكيم ا س تاذ في جامعة لويس باس تور - س تراس بورغ - فرنس ا الدكتور جورج نجار ا س تاذ في الجامعة اللبنانية الدكتور عبد الا مير دكروب ا س تاذ في الجامعة اللبنانية الدكتور طوني س ابا الغص ين ا س تاذ في الجامعة اللبنانية الدكتور طوني س اس ين ا س تاذة في الجامعة اللبنانية الدكتورة ا لهام بدران ا س تاذة في الجامعة اللبنانية الدكتورة مريم مكي ا س تاذة في الجامعة اللبنانية الدكتورة ا مال خوري ا س تاذ في الجامعة اللبنانية الدكتور عبد الرحيم ا براهيم هيي ة التهرير : الدكتور محس ن الا مين الدكتور س ليم ديب الس ادة الدكتورة مينرفا تنوري الدكتور ناجي عبداالله الدكتور ا س امة ش مس الدين الدكتور ديب الجزار رس م الغلاف: الس يدة تريز غالب شرف ٢

4 جميع الهقوق محفوظة لمجلة حن ون (٢٠١٥-٢٠١٦) ط بعت في لبنان الا راء الواردة في مجلة «حن ون» تعبر عن وجهة نظر ا ص هابها ولا تمش ل بالضرورة وجهة نظر المجلة وبالتالي فهي غير مس وءولة عنها. ٣

5

6 الفهرس محمد توفيق ا بو علي مقدمة ٧ ١١ النزوه الريفي بين الواقع والمرتجى س ليم ديب نموذج: بلدتا القرعون والس فيرة عبد الرحيم ابراهيم ا مان الش بيب رنا س لامة ٤٩ موءشرات الطاقة الجيوحرارية في لبنان عبدالرحيم ا براهيم عكار خزان هام للهرارة الا رض ية ٥

7

8 مقدمة حاجة تكويني ة لاكتمال المنظومة الا كاديمية والشقافية لكلي ة الا داب والعلوم الا نس انية في الجامعة اللبنانية هي مجل ة«حن ون» المجلة البهشية المهك مة الص ادرة عن هذه الكلية وي شرف على ا عدادها ثلة من ا هل الاختص اص. والمجلة كما هو معلوم ت عنى بعلوم الجغرافيا الطبيعية والبشرية ولا تقتصر بهوثها على اللغة العربية بل تتجاوزها ا لى اللغتين الفرنس ية والا نكليزية وهذا ما يمنهها مد ى ا وس ع من الانتش ار. وصرامة المنهجية ودق ة البيانات ووثاقة المس تندات قد تس اوقت مع س عي دوءوب لتوس ل الوض وه في ا يص ال الفكرة حت ى لكا ن البهش العلمي الص ارم يكاد يص به من حيش جلاء المقص ود ا قرب ما يكون ا لى المقالة العلمية ا و ما يس م ى بالا دب العلمي مع احتفاظ بالانض واء ا لى الروءية العلمية البعيدة الغور. وهذا الجمع بين صرامة المنهج ووض وه المقص د تقوم بعبي ة لغة «ترو ض» المفاهيم وتجعلها مس تس اغة بي نة الدلالة. جميل ا ن تتوز ع ص ورة المكان في كلية الا داب والعلوم الا نس انية بين معاينة وج د عند الا دباء ومعاينة رص د عند العلماء في تكامل بهي يتبد ى من خلاله التناغم الجميل بين مكو ني هذه الكلية: الا داب والعلوم. ا ن تصر الجمعية الجغرافية في كلية الا داب والعلوم الا نس انية على اس تمرار ص دور هذه المجل ة فهذا يعني ا ن مس يرة البهش العلمي الرص ين لا تزال في نماءها وتطو رها غير عابي ة با ي عاءق من ا ي ص نف كان ا و من ا ي جهة ا تى. تحية ش كر وامتنان ومعاض دة ا لى القيمين على هذه المجلة متمن يا لهم دوام الاس تمرار في هذا النهج البهشي الس وي. الا س تاذ الدكتور محمد توفيق ا بو علي عميد كلية الا داب والعلوم الا نس اني ة في الجامعة اللبنانية ٧

9

10 حنون العدد ٢٠١٦ ٢٨ موءش رات الطاقة الجيوحرارية في لبنان. عكار خزان هام للهرارة الا رض ية مقدمة ا عداد: عبدالرحيم ا براهيم تم هذا البهش بمس اعدة برنامج البهش العلمي في الجامعة اللبنانية في ظل تطور التكنولوجيا الهديشة في ا وروبا وا مريكا ا ض هت الطاقة الجيوحرارية (١) بواس طة المياه الهارة والا بخرة الناتجة عنها مص درا عالميا لطاقة موءكدة واعدة س هلة المنال. وقد ازداد الا هتمام بهذه الطاقة عقب الا زمة النفطية العالمية ا بان الهرب العربية- الا سراءيلية عام ١٩٧٣ وعلى ا ثر ارتفاع ا س عار النفط ومش تقاته ومع بداية نفاذ المخزون العالمي منه الا مر الذي فرض على دول العالم وتحديدا المتقدمة منها المباشرة بتنويع مص ادرها من الطاقات البديلة المتجددة. وخلال قمة العالمية للا ونيس كو (١٩٩٣) جرى تعريف الطاقة الجيوحرارية على ا نها: «ا س تعمال الطاقة الجيوحرارية الطبيعية للا رض كمص در طاقة محلية بديلة منافس ة ومس تدامة ونظيفة مقبولة من الناحية البيي ية والا جتماعية لما يمكنها من ا نتاج الطاقة الكهرباءية ا و كطاقة للا س تعمالات المباشرة». (١) يقص د بالجيوحرارة (Géothermie) العلم الذي يدرس المظاهر الهرارية داخل الكرة الا رض ية والعمليات الص ناعية والتقنية والفنية التي تهدف ا لى ا س تغلالها وا نتاج الكهرباء والهرارة. والجيوحرارية تعود بمص درها ا لى اللغة اليونانية وتعني جيو (Geo) ا ي الا رض وترموس (Thermos) تعني الهرارة. ٤٧

11 موءشرات الطاقة الجيوحرارية في لبنان ٤٨ وتعود الاس تفادة من المياه الس اخنة الجيوحرارية ا لى عص ور تاريخية قديمة كش فت عنها الهض ارات المتعاقبة فقد جرى اس تعمالها في الطهي والاس تهمام والعلاج والترفيه... ا ما حديشا فيجري الا س تفادة من الطاقة الجيوحرارية في مجالين ا س اس يين: الا ول كهرباءي (Electrique) والا خر حراري.(Thermique) وقد ا رتبط ا نتاج الطاقة الكهرباءية والجيوحرارية بش كل خاص في الا ماكن ذات النش اط البركاني الهديش نس بيا ا ما المجال الهراري فيس تفاد منه في ا مداد وتزويد المنازل بالمياه الس اخنة. وتكمن ا همية اس تغلال الطاقة الجيوحرارية لكونها تقلل من الا عتماد على الطاقة الا حفورية (النفط والغاز الطبيعية والص خر الزيتي والفهم الهجري) التي ش ارفت على النفاذ ولا نها متجددة ومحافظة على البيي ة ومنتشرة في كافة ا رجاء العالم ومنها لبنان. والطاقة الجيوحرارية تتمتع با مكانات هاءلة «بعيدة الا جل» من الهرارة المختزنة بين ص خورها التي قد تلبي حاجات المجتمعات منها لا لاف الس نين ويمكن الا س تفادة منها في ا ي وقت من الس نة بغض النظر عن الظروف المناخية والجوية مقارنة مع الطاقات الش مس ية والرياه وغيرها. وفي عام ٢٠١٠ زودت الهرارة الجوفية للا رض العالم بنهو ٢٨ جيغاواط من الطاقة الهرارية والكهرباءية ما يعادل س تة ملايين طن من النفط يس تفيد منها ا كثر من س بعين دولة وتس تا ثر بنص ف هذه الكمية كل من الولايات المتهدة والص ين واليابان وا يس لندا( ٢٠١٠ Chauveau ). وبس بب تطور تقنيات الهفر (كما في ا مريكا وا لمانيا وا يس لندا وفرنس ا وغيرها) ا ص به الا س تغلال الا قتص ادي للطاقة الجوفية للا رض من خلال المياه الس اخنة والش ديدة الهرارة ا مرا ممكنا وبا قل تكلفة ممكنة ناهيك عن ا همية الاس تفادة منها في مختلف القطاعات الا قتص ادية والزراعية والص ناعية والس ياحية (كالس ياحة العلاجية والترفيه). من هنا فا ن البهش عن موارد طاقة بديلة كالطاقة الجيوحرارية لها ا همية كبرى وذات ا هداف اقتص ادية وا بعاد ا س تراتيجية طويلة المدى.

12 ٤٩ عبدالرحيم ا براهيم وقد ش كل انبشاق مياه س اخنة وظهور البي ر الا رتوازي في بلدة الس ماقية في منطقة عكار منذ ا واءل الس بعينيات موءشرا هاما لا مكانية ا س تغلال الهرارة الجوفية للا رض والاس تفادة منها في ا نتاج الطاقة الكهرباءية وتا مين التدفي ة للمنازل والبيوت الزراعية المهمية وا مكانية الا س تفادة من المياه الهارة الكبريتية في الس ياحة والاس تجمام. وينتظر من هذا البهش ا ن يش كل رس الة ا لى المس وءولين للدفع نهو المزيد من الرعاية والا هتمام من خلال المزيد من الدراس ات المعمقة للكش ف عن موارد جيوحرارية التي من الممكن ا ن تس اهم في تا مين حاجاتنا من الطاقة على المس توى المهلي والوطني. كما نا مل ا ن يس اهم في دعم مواجه قطاع الكهرباء في لبنان في الوص ول الى قدرة انتاجية للطاقة متلاءمة مع الطلب وقادرة الى الوص ول الى مص ادر متنوعة من الطاقات المتجددة ا نس جاما مع ورقة س ياس ة قطاع الكهرباء التي ا قرت عام ٢٠١٠ وا لتزاما من الدولة اللبنانية بجعل حص ة الطاقات المتجددة بهدود ١٢ س نة ٢٠٢٠. : ا ولا الا طار العام لخطوات ومراحل البهش عن الطاقة الجيوحرارية في لبنان وعكار تس لط هذه الدراس ة الض وء على وجود موءشرات عديدة لطاقة جيوحرارية في لبنان وتكش ف عن ا مكانية الا س تفادة من المياه الجوفية الهارة في منطقة عكار. ا ن ا س تخدام الطاقة الجيوحرارية في لبنان كبقية الطاقات المتجددة (الطاقة الش مس ية وطاقة الرياه وطاقة المياه والطاقة الكتلة الهيوية...) يس مه بتخفيف الض غط عن الش بكة الكهرباءية العامة التقليل من الضرر اللاحق بالبيي ة من جراء الا نبعاش الهراري خلال عمليات ا نتاج الكهرباء ا س تخدام ا مشل للموارد الطبيعية للبلاد تحقيق تنمية ش املة خاص ة في المناطق الناءية كمنطقة عكار وتحقيق الا مان على مس توى الوطن في مجال الطاقة.

13 موءشرات الطاقة الجيوحرارية في لبنان ٥٠ وفي لبنان تش كل كلفة تا مين الطاقة الكهرباءية على الخزينة رغم التقنين المزمن عبي ا ثقيلا مرهقا للغاية على خزينة الدولة حيش ا ن ا كثر من نص ف الدين العام (الذي ش ارف حتى تاريخه على عتبة ٦٥ مليار دولار) يعود بقس م كبير منه للقطاع الكهرباءي الذي ا ض هى ا زمة مس تعص ية في الا قتص اد اللبناني قد يس تهيل التوص ل ا لى حل جزري لها في القريب العاجل. ١. خطوات البهش منطقة عكار وخاص ة مناطق الهض اب البركانية الموءلفة من ص خور البازلت التي تقع في الزاوية الش مالية والش مالية الشرقية لمهافظة عكار هي المنطقة المجاورة للهدود اللبنانية الس ورية الممتدة من العريض ة حتى س هلة البقيعة (ش كل رقم ١). ش كل رقم (١) خريطة قرى وبلدات عكار

14 ٥١ عبدالرحيم ا براهيم وتتميز هذه المنطقة بثروات وموارد طبيعية قل نظريها في لبنان: غزارة الا مطار توفر مياه الا نهار كثرة الا حراج وجود رياه قوية ا و ص يف مش مس طويل وظروف مناس بة لا س تغلال طاقاتها ناهيك عن توفر ا راض ي زراعية ش اس عة وخص بة امتداد ش اطي بهري رملي بطول ٢٥ كلم فض لا عن ثروة جوفية جيوحرارية هامة كل هذا الغنى الطبيعي لم ينص ف المنطقة التي عانت ولم تزل تعاني من حرمان مزمن خص وص ا لجهة تزويدها بالطاقة الكهرباءية علما ا ن عكار كانت ا خر المناطق اللبنانية التي دخلتها الكهرباء. وا مام الش عور بمعاناة المنطقة والا حس اس بمش كلة تا مين النقص الهاد لهاجاتها من الطاقة التي عانتها منذ بداية الهرب اللبنانية (١٩٧٥) ولم تزل ومع مقاربة هذا الوض ع القاءم مع الدول النامية والتعرف على ما س اة المجتمعات الريفية الناءية والتي لم تتطلع ا ليها الهكومات المتعاقبة ا لا بجفاء ا و لا مبالاة فقد واجه ا هالي المنطقة طبيعتهم بقس اوة فهجروها ا و ونزوحوا عنها ا و قطعوا كشيرا من ا ش جارها لدرء البارد القارس عنهم وس اد الرعي الجاءر في مناحي عديدة فلم يعد يراعى ا و يهترم فيها ما وهبته الطبيعة لعكار مما س اهم بتراجع المس احات الهرجية وزاد من تدهور بيي ة المنطقة كل هذا وذاك دفعنا للتفكير بالمش كلة وا يجاد حلول لها س عيا في اس تفادة لبنان عموما ومنطقة عكار خص وص ا. ا. ا ش كالية البهش يعاني قطاع الكهرباء في لبنان من نقص كبير في تا مين حاجات المواطنين حتى بات التقنين منذ عقود س مة س يي ة بس بب ا رتفاع ا س عار المهروقات وض عف الجباية وغيرها من الا س باب. وقد واجه عدد كبير من دول العالم مشل هذه الا زمة بتنويع مص ادرها من طاقات بديلة في حين بقي لبنان يتخبط في البهش عن ا يجاد حل ناجع لهذه المعض لة دون جدوى حتى ظهرت موءشرات على وجود مخزون ا حفوري كبير في المياه الا قليمية والمنطقة الا قتص ادية

15 موءشرات الطاقة الجيوحرارية في لبنان ٥٢ للبنان ما قد يس مه بدخوله نظريا «نادي الدول المنتجة للنفط والغاز». ويعتقد ا ن هذه الثروة تكفي في ا حس ن التقديرات لمدة خمس ين عاما ورغم ذلك تبقى مدة اس تشمار هذا الاحتياطي نس بيا قص يرة مما يتس تلزم التخفيف من الا عتماد عليها وترك حص ة منه للا جيال القادمة... ويعتبر تا مين الطاقة ا برز المش اكل التي يعاني منها المجتمع اللبناني عامة والمجتمع العكاري خاص ة. ا ما الموارد المتاحة لتوليد الطاقة فهي غير مس تشمرة بالش كل المطلوب (الطاقة الجوفية - وطاقة الرياه الطاقة الش مس ية - الطاقة الهيوية وغيرها) ا و لم يكش ف النقاب عنها وعن ا هميتها ودورها في تلبية حاجات المجتمع من الطاقة الكهرباءية التي تش كل العص ب الا س اس ي للتقدم والتطور. على العموم ا ن تا مين الطاقة الكهرباءية تش كل تحديا كبيرا يقع على عاتق الدولة والمس وءولين والباحشين وكل المعنيين. ومن هنا كان من الضروري العمل لا يجاد حلول لهذه المعض لة المتفاقمة التي تفته المجال ا مام ا نش اء مش اريع جديدة للا س تفادة من طاقات بديلة غير تقليدية تكون على المس توى الذي يس مه بمواكبة تطورات العصر وتا مين حاجات البلد المتزايدة من الطاقة بما يض من كفايتها وديمومتها. ب. الفرض ية بس بب طبيعة التكوين الجيولوجي المتص دع في منطقة عكار ووجود انس كابات ا و طفوه بركانية تعود للعصر الجيولوجي البليوس ين Pliocène (ا ي منذ نهو ٥,٣ مليون س نة) برزت موءشرات عديدة توءكد ا لى حد كبير وجود طاقة جيوحرارية متجددة وداءمة حيش يش كل لبنان جزءا من ا متدادا الا خدود الا فريقي العظيم عبر فالق اليمونة والذي نتج عنه قدر كبير من التش ققات والفوالق الص خرية حيش ا ن مناطق الا حتكاك بين الص فاءه التكتونية (العربية

16 ٥٣ عبدالرحيم ا براهيم والا فريقية) تعتبر منفذا قريبا من الس طه لاس تخراج الطاقة الجيوحرارية فض لا عن التدرج الهراري الذي قد يص ل على ا ش ده في هذه النطاقات الجيودينامية وبخاص ة عند الفوالق والص خور البركانية. ا ن عكار تحديدا تش كل مكمنا مفترض ا لمنطقة ذات حرارة عالية على ا عماق قد تكون قريبة من الس طه ويوفر مياه جوفية حارة تزداد تلقاءيا مع العمق بس بب التدرج الهراري الا مر الذي يم كن نا من ا س تغلال هذه الطاقة الجيوحرارية في ا نتاج الطاقة الكهرباءية. ويفترض ا ن يس اهم الا س تشمار في هذه الطاقة المتجددة في عكار في حل مش كلة البطالة في المناطق الريفية لما توفره المياه الهارة من توس يع انتش ار زراعة البيوت المهمية من خلال تدفي تها خلال الش تاء في مناطق تعتمد حتى الا ن على الزراعة المكش وفة كما في منطقة الدريب الا وس ط والا على (كس هل البقيعة) والقس م الش مالي من س هل عكار على طول الهدود اللبنانية الس ورية على ا ن انتش ار هذه الطاقة قد يس اعد في ازدهار الس ياحة المعدومة في هذه المنطقة. ج. ا هداف البهش يهدف هذا البهش ا لى التعرف على موارد الطاقة الجيوحرارية في منطقة عكار بهكم الطبيعة الجيولوجية للمنطقة حيش نجد ٤٠ من هض ابها مكونة من ص خور نارية بازلتية. ا ن دراس ة هذا الموض وع تس اعد في عملية النهوض التنموية للمنطقة لا ن الطاقة مكلفة وتزيد من كلفة الا نتاج الذي يعاني منه مختلف قطاعات الدولة وبش كل خاص الزراعة والص ناعة. كما ا ن س ياس ة ترش يد اس تخدام الكهرباء وحماية البيي ة تفرض التخفيف من ا نبعاثات الغازات الدفيي ة الناتجة عن الوقود الا حفوري والمس ببة الرءيس ية لظاهرة الدفيي ة. فالموءتمر الذي ا نعقد في

17 موءشرات الطاقة الجيوحرارية في لبنان ٥٤ كوبنهاغن للتغيرات المناخية (عام ٢٠٠٩) ا كد على ضرورة دعم الا بهاش والدراس ات التي تس اهم في تخفيف الا عتماد على الطاقة الا حفورية لهذا فا ن تمويل هذا النوع من الدراس ات قد يس ه ل تا مينه من الهيي ات المانهة التي تتوفر لمش اريع تنموية لمنطقة عكار. د. منهجية البهش بعد الدراس ة المرجعية للطاقة الجيوحرارية في لبنان ومنطقة الدراس ة بش كل خاص جرى العمل على البهش الميداني لبعض الينابيع والا بار الس اخنة المهتملة. من هنا تم اللجوء ا لى منهج البهش الوص في والاس تقراءي والتهليلي والمنهج المقارن كي يص ار ا لى الاس تفادة من هذه الظاهرة الطبيعية في توفير مياه س اخنة كبريتية. ارتكزت المنهجية المتبعة في هذه الدراس ة على مراجعة معظم البيانات المتوفرة ذات الص لة والتي من ش ا نها ا ن تش ير ا لى وجود مياه س اخنة مص درها حرارة جوف الا رض. وس عينا من خلال هذا البهش الى تقدير قيمة حرارة المياه الس اخنة في عكار من خلال اس تعمال التقنيات المتاحة. ولعل ا برز النتاءج والموءشرات الجيوحرارية التي توص لنا ا ليها وربما لا ول مرة في لبنان اعتمدت على التهليل الجيوكيمياءي للمياه الهارة وعلى اس تخدام تقنيات الجيوترمومترية (٢) (Géothermométrie) التي تنطلق من مبدا ا عتماد المقاييس الجيوحرارية من فرض ية ا ن المياه الجوفية وص لت تحت ظروف من الهرارة والض غط في الخزان الجوفي ا لى حالة من التوزان مع الص خور الهاوية وا ن حالة التوازن في التركيب الكيمياءي للمياه الهارة لم تتا ثر كشيرا خلال ص عودها وا نخفاض درجات حرارتها ا نطلاقا من الخزان الجيوحراري حتى الس طه Michard).(٢٠٠٢ (٢) هي مقاييس وتقنيات تس تخدم معادلات لقياس حرارة الخزان الجوفي للا رض من خلال علاقات بين نس ب المعادن المبينة من نتاءج التهاليل الكيمياءية

18 ٥٥ عبدالرحيم ا براهيم وتس تخدم هذه التقنية كشيرا في عمليات البهش عن الطاقة الجيوحرارية وتس مه بتقدير حرارة الخزان الجوفي انطلاقا من التهليل الكيمياءي للمياه المنبشقة ا لى الس طه وتحديدا عندما تبرد. رغم ذلك تتا ثر المياه الهارة العميقة ا ثناء ص عودها ا لى الس طه بعدة عمليات من ش ا نها ا ن تغير في التركيب الكيمياءي للمياه (كا ختلاطها بالمياه الس طهية الباردة ا و ذوبان ا و ترس يب المعادن ا و تحرير بعض الغازات منها الخ). ومع ذلك فا ن تقنيات الجيوترموتر الكيمياءية يجب ا ن ت س تعمل بهذر وذلك حس ب الطبيعة الجيولوجية التي نش ا ت فيها وحس ب درجات الهرارة (س يتم التركيز حول تقنيات الجيترمومترية في بهش لاحق). ه. الدراس ات الس ابقة حظيت الطاقة الجيوحرارية في لبنان من قبل بعض الباحشين ومن خلال الدراس ات الس ابقة ا هتماما ملهوظا في الس نوات الا خيرة غير ا نها لم تلق الرعاية الكافية من قبل الموءس س ات الرس مية ا لا موءخرا. ويعود هذا الا مر ا ما لا س باب عاءدة لض عف الشقة بجدوى هذه الدراس ات ا و لنقص في الخبرات ا و بس بب توجه الاهتمام نهو مص ادر الطاقة التقليدية كونها ا كثر وثوقا بنتاءجها وا سرع ربهية. ورغم ذلك فقد تناولت بعض الدراس ات العلمية هذا الموض وع بش كل محدود بهيش ا نها لم تس تطع كش ف النقاب الفعلي عن مكنونات هذه الطاقة وموءشراتها وا هميتها ودورها في التنمية ومس تقبل الا س تفادة منها في كافة القطاعات الممكنة في لبنان عموما وعكار بش كل خاص. باس تشناء بعض الدراس ات المهدودة التي تناولت الموض وع بكشير من الجدية فقد كان معظمها محدودا بجوانبه ويفتقر ا لى الموض وعية وقد كان بعض ها ا ش به بتقارير ا و بمقالات ص هفية لذلك جاء هذا البهش ليس لط الض وء على كافة الجوانب التي تحيط بموض وع الطاقة الجيوحرارية في لبنان وتحديدا في عكار.

19 موءشرات الطاقة الجيوحرارية في لبنان ٥٦ من ا واءل الدراس ات عن الطاقة الجيوحرارية في لبنان كانت للباحش ش عبان( ٢٠١٠ ). فهذا البهش الذي يتهدش عن المياه الجيوحرارة في لبنان كمص در بديل للطاقة اعتمد بش كل خاص على طرق الاس تش عار عن بعد. وص در موءخرا التقرير الوطني لتقييم موارد طاقة الهرارية الا رض ية في لبنان (The National Geothermal Resource Assessment of LEBANON 2014 ) التي ا طلقته «س يدرو».(CEDRO) ويهدف هذا المشروع التابع لبرنامج الا مم المتهدة الا نماءي (UNDP) بالتعاون مع وزارة الطاقة والمياه ا لى تحس ين كفاءة اس تهلاك الطاقة والطاقة المتجددة وهو عبارة عن مس ه وطني للموارد الجيوحرارية في لبنان في ا طار تطوير اس تراتيجية وخطة عمل وطنية في مجال الطاقة المس تدامة. وقد تكفلت بالدراس ة التي بدا ت في ش هر ا يار من العام ٢٠١٢ شركة «اغ جيوواط» التي تتخذ من مدينة زوريخ الس ويسرية مقرا لها. وبالرغم من ا همية النتاءج التي ص درت عن هذه الدراس ة والتي ارتكزت بمعظمها على النواحي النظرية والدراس ات المرجعية يعتبر هذا العمل ا ول اهتمام رس مي في البهش الجدي عن موارد الطاقة الجيوحرارية حيش جرى فيها ا براز ا همية الطاقة الهاءلة التي يختزنها لبنان وا نها طاقة تكفيه لعشرات الا لاف من الس نين ولتشبت ص هة فرض يتنا التي ا نطلقنا منها منذ ا ن تقدمنا ا ول مرة بطلب دعم هذا البهش من الجامعة اللبنانية س نة ٢٠١١ وحينها ا رجا ت الموافقة عليه للعام التالي بس بب تا خر وص ول الطلب ض من المهلة المهددة ببض عة ا يام. ثانيا : لمهة عامة عن الطاقة الجيوحرارية تش كل الا رض خزانا هاءلا للهرارة الجوفية ويعتقد ا نه نش ا منذ تكوين الا رض التي ما زالت حرارتها تنخفض وتبرد ا نطلاقا من ا عماقها الجوفية باتجاه الس طه ومنها ا لى الغلاف الجوي. وفي را ي ا خر ي عتقد ا ن مص در الهرارة العالية

20 ٥٧ عبدالرحيم ا براهيم المنبعشة من الا رض ناتج عن تفاعل العناصر المش عة طبيعيا في جميع ص خور القشرة الا رض ية terrestre) (Croute التي تحتوي على الشوريوم واليورانيوم والبوتاس يوم ٤٠ بالا ض افة ا لى نتيجة الاحتكاك بين الص فاءه التكتونية. ومن المعروف ا ن جوف الا رض الذي يبلغ عمقه مي ات الكيلومترات يش كل ا كثر من ٩٩ من كتلة الكرة الا رض ية ويتكون من مواد ص هيرية تتجاوز حرارتها الا لف درجة مي وية بينما القشرة الا رض ية الص لبة قد لا تزيد س ماكة عن عشرات قليلة من الكيلومترات. وتنتقل الهرارة المنبشقة من باطن الا رض بواس طة عملية الا نس ياب ا و التوص يل الهراري التي يبلغ معدلها ا لى س طه الا رض عالميا بين ٥٠ و ٧٥ واط لكل متر مربع مقابل ٣٤٢ للا ش عاع الش مس ي. ويقدر متوس ط قيمة التدرج الهراري (٣) العالمي بنهو ٣,٣ درجة لكل مي ة متر عمق وهذا ما يكش ف طبيعة التوص يل الهراري لص خور القشرة الا رض ية. ا ما تيار الانقلاب الهراري ) (Convection هي عبارة عن تيارات ص هيرية حرارية تعبر وش اه الكرة الا رض ية (Manteau) م ش ك لة بذلك خلايا ا نقلابية convection).(cellule de وفي القشرة الص لبة تندفع البراكين وتتفجر منها ينابيع س اخنة بينما ينطلق البخار بقوة في مناطق ا خرى وت ش كل بذلك ا دلة واض هة على وجود مخزون كبير من الطاقة في قشرة الا رض حيش بالا مكان اس تغلالها لخدمة البشرية. ١. مص ادر الطاقة الجيوحرارية ويمكن تقس يم الطاقة الجيوحرارية على ا س اس علاقة الوس ط الناقل للهرارة «الماء ا و البخار» بالمص در الهراري من باطن الا رض ا لى ا ربعة ا نواع رءيس ة Lemale) (٢٠١٢ وهي: (٣) التدرج الهراري هو مقدار الطاقة المنتقلة ا لى الس طه وهي تتمشل با رتفاع درجات الهرارة مع العمق.

21 موءشرات الطاقة الجيوحرارية في لبنان ٥٨ - الطاقة الهيدروحرارية: وهي من المص ادر الا كثر انتش ارا واس تخداما وتكون فيه المياه الس اخنة فى وس ط ص خري مس امي نافذ( Perméable ) وترتفع هذه الس واءل ا لى الس طه لتكو ن الينابيع الس اخنة وغيرها من الظواهر الدالة على وجود الطاقة الجيوحرارية. - طاقة الض غط الا رض ي: تكون فيه الس واءل محجوزة داخل وس ط ص خري مس امي وغير نافذ (Impermeable) وهذه تكون عادة على ا عماق بعيدة تحت ض غط مرتفع وتحتاج غالبا ا لى عمليات حفر لا س تخراجها وتبلغ درجة حرارتها ما بين ٥٠-٢٠٠ درجة مي وية. - الص خر الجاف الس اخن Rock) :(Hot Dry الوس ط الص خري بهذا النوع مرتفع درجات الهرارة ولا يهتوي على مياه لذا يهتاج ا لى ض خ المياه داخل الش قوق والتص دعات وا عادة اس تقبالها س اخنة وكذلك يعتمد على الت ماس ما بين المياه الجوفية والص خور الس اخنة. - ص هير ص خور باطن الا رض : وهي ا كثر مص ادر طاقة الجيوحرارية انتش ارا ويقص د بها ص هير الص خري وهو على عمق ٣-١٠ كلم وا حيانا ا كثر وتتراوه درجات حرارتها من ٧٠٠-١٢٠٠ درجة مي وية وهذا المص در لا يس تخدم بص ورة واس عة حاليا. ٢. مواقع الطاقة الجيوحرارية الطاقة الجيوحرارية هي طاقة نجدها في كل نقطة من بقاع الا رض ومع ذلك هناك ا ماكن محددة تكون فيها الطاقة الجيوحرارية ا كثر نش اطا وكشافة. وتلعب نوعية الص خور وتركيبها دورا ا س اس يا في تص عيد الطاقة الهرارية فهي تقدر بشلاش ا ض عاف في الص خر الغرانيتي عنها في الص خر البركاني. ولعل ا غلب وا هم مناطق الطاقة الجيوحرارية نجدها حول حواف الص فاءه القارية س واء كانت نطاقات تص ادم الص فاءه (Rifts) ا و نطاق تباعد.(Dorsales) وهذا الا مر

22 ٥٩ عبدالرحيم ا براهيم عاءد ا لى حقيقة ا ن ص عود الص هير نهو الس طه يوءدي ا لى تس خين الص خور المجاورة. وهذه الظاهرة تبين هش اش ة القشرة الا رض ية والا جزاء العلوية من الوش اه. وتنقس م القشرة الا رض ية ا لى ا ثنتي عشر ص فيهة كبرى ا ض افة ا لى عدد كبير من الص فاءه الص غيرة. وي ظه ر الخريطة التالية رقم (٢) المناطق المرش هة لاس تشمار الطاقة الجيوحرارية في العالم ا ذ يلاحظ وقوع لبنان ض من المناطق الواعدة بالطاقة الجيوحرارية. ش كل رقم (٢) خريطة المناطق الجيوحرارية العالمية. الا خدود الافريقي وامتداده حتى لبنان: منطقة جيوحرارية ذات حرارة عالية.

23 موءشرات الطاقة الجيوحرارية في لبنان ٦٠ ٣. ا نواع الطاقة الجيوحرارية الجيوحرارية هي مص در طاقة متجددة قد تص ل درجة حرارة المياه في بعض المواقع ا لى ما يقارب ٤٠٠ درجة مي وية وهي تنقس م ا لى فرعين: الا ول لا نتاج الكهرباء والشاني لاس تخدام حرارة الس اءل للتدفي ة ا ما مباشرة ا و بواس طة مض خات حرارية. وفي بعض الا حيان قد ينتفي وجود المياه ا و البخار كوس يط ناقل للهرارة في الص خور الجوفية (كالغرانيت) ويش كل في هذه الهالة ا حد ا برز العواءق الرءيس ية في عملية ا س تغلال طاقة الا رض من باطنها ا لى س طهها عندها يتم اللجوء ا لى عمليات الهقن Artificielle) (Recharge في الص خور المتص دعة وهي الطريقة الا كثر قبولا في اس تخراج هذه الطاقة. ويمكن التمييز بين عدة ا نواع من الهقول الجيوحرارية Lemale) ٢٠١٢): ا. حقول البخار الجاف: تتمشل الطبيعة الغالبة لهذه الهقول بوجود خزانات جوفية من بخار الماء وتخض ع هذه الهقول لض غوط مرتفعة وهي على درجات حرارة عالية. ويناس ب جدا هذا النوع من الهقول الجيوحرارية توليد الطاقة الكهرياءة ا ذ يجري القيام بهفر ا بار لا تاحة الفرص ة ا مام اندفاع البخار بقوة ونقله عبر ا نابيب ا لى التوربينات لتوليد الكهرباء. ب. حقول الماء الس اخن: حقول جيوحرارية ذات الطاقة المنخفض ة (حرارة تقل عن ٣٠ درجة مي وية): ويمكن اس تعمالها للتدفي ة ا و التبريد وهي تحتاج ا لى مض خات حرارية خاص ة Chaleur).(Pompe à حقول جيوحرارية ذات الطاقة المتوس طة (تتراوه درجة حرارتها بين ٣٠ و ١٠٠ درجة مي وية): يهتوي هذا النوع من الهقول على مياه س اخنة ذات

24 ٦١ عبدالرحيم ا براهيم درجة حرارة ا قل من درجة الغليان ولكنها تخض ع لض غوط منخفض ة نس بيا فهي تبقى في حالة الس يولة حتى وص ولها ا لى س طه الا رض. ومن ا جل اس تعمالها في توليد الطاقة الكهرباءية بواس طة التوربينات تس تخدم هذه المياه الس اخنة لتبخير غازات عديدة تغلي بهرارة ا قل من الهرارة التي يغلي بها الماء عادة (كالبيوتين ا و البنيتين ا و الفريون) وبالا ض افة ا لى ا نه يجري ا س تعمال هذه المص ادر من المياه الس اخنة في العديد من الدول لدواعي مختلفة: زراعية وص ناعية وطبية علاجية. حقول جيوحرارية ذات الطاقة المرتفعة (تتراوه درجة حرارتها بين ١٠٠ و ١٥٠ درجة مي وية): هي على ش كل مياه حارة ونجدها عموما في الا حواض الرس وبية على ا عماق تتراوه بين ٢٠٠٠ و ٤٠٠٠ متر. ولا نتاج الكهرياء بفعالية من هذه الطاقة ربما يتطلب الا مر ا س تعمال س اءل معين ا و الغازات المذكورة ا علاه. حقول جيوحرارية ذات الطاقة المرتفعة: وتخص الس واءل حيش الهرارة ا على من ١٥٠ درجة مي وية والخزانات الجوفية لهذا النوع تتراوه ا عماقها بين ١٥٠٠ و ٣٠٠٠ متر وبخاص ة في المناطق حيش التدرج الهراري مرتفع بش كل متواتر. ٤. المظاهر الهرارية الطبيعية تمشل الكرة الا رض ية با لة حرارية هاءلة لا نلاحظ منها في ا ماكن محدودة ا لا بعض الموءشرات والظواهر الطبيعية كالبراكين والفوارات( geysers ) وينابيع المياه الهارة ومداخن الا بخرة الهارة. وفي لبنان تش كل الطفوه البركانية ا حد ا برز المظاهر الطبيعية الهاوية للهرارة وتتكش ف با وس ع ا نتش ار لها في منطقة عكار. فكما البراكين فا ن الطفوه البركانية هي ا ماكن ا نبشاق المواد ذات الهرارة المرتفعة وهذه المادة

25 موءشرات الطاقة الجيوحرارية في لبنان ٦٢ مص درها الماغما المكونة في ا عماق الا رض (١٠٠-٣٠٠ كلم) وهي بالرغم من الض غط الش ديد عليها قريبة من حالة الس اءل. ومن المعلوم ا ن معظم البراكين موجود تحت المهيطات وتحديدا عند مس تويات الس لاس ل الوس طى المهيطية océanique).(dorsale ومقابل تركز معظم البراكين عند حدود الص فاءه التكتونية فا ن ا ش كال الطفوه الانس يابية من الص هير البركاني نجدها عند التش ققات الص خرية ا و الص دوع الكبرى. وتنتشر الينابيع الهارة في ش تى ا رجاء الا رض. وفي عكار كش فت بعض الدراس ات الس ابقة عن وجود ينابيع حارة في المناطق التالية: عين الس مك العبدة. Shaban).(٢٠١٠ ويتمشل نش اط هذه الينابيع الهارة (ش كل رقم ١) من خلال مياه الا مطار المتسربة داخل ا عماق الا رض بواس طة الا نكس ارات التي تس خن عند تماس ها بص خور الطبقات العميقة ا ذا تس نى لها العودة ا لى الس طه بواس طة بعض الانكس ارات الا خرى مس تعينة باختلاف مناس يب منطقة التغذية Zone(. )Zone d émergence( ومنطقة الا نبشاق )d alimentation ش كل رقم (٣)- مجس م توض يهي لنظام جيوحراري نموذجي المص در

26 ٦٣ عبدالرحيم ا براهيم ٥. الطاقة الجيوحرارية مص در طاقة بديلة ا س تدعى تفاقم التلوش البيي ي ضرورة البهش عن مص ادر طاقة ا قل تلويشا. وتا تي الطاقة الجيوحرارية في قاءمة موارد الطاقة البديلة. ومنذ نهاية القرن العشرين الماض ي ونتيجة الصراع على النفط وص عوبة الهص ول س نة بعد ا خرى على طاقة ا حفورية كفيلة بتلبية ا حتياجاتنا المتزايدة ا س تدعت الهاجة ا لى التنمية المس تدامة في هذا المجال تلبية للا جيال القادمة. ولمواجهة تزايد الطلب على الطاقة يعتقد الكشيرون ا ن القرن الهالي س يكون مرحلة تحول كبير باس تخدامات الطاقات المتجددة. ولبنان ليس بمنا ى عن هذا التهول فمهما كان حجم احتياط النفط والغاز المرتقب لن يكفي طويلا. فس ياس ة ا عتماد الطاقة المتجددة في تلبية الا حتياجات الس كانية المتزايدة رغم مس اهمته المتواض عة في تخفيض ا نبعاثات ثاني ا وكس يد الكربون العالمية هي س ياس ة حتمية لا بديل عنها ويس توجب دعمها وتش جيعها بكافة الوس اءل. فاحتراق الوقود الا حفوري يزيد في الغلاف الجوي من مس توى ثاني ا وكس يد الكربون ويرفع من تا ثير ظاهرة الاحتباس الهراري كما يتس بب في زيادة درجة حرارة الا رض. ا ما اس تخدام الطاقة النووية فمش كلتها ا كبر وهي من نوع ا خر مرتبط بمخاطرها وا مانها وا دارة نفاياتها في الا جل الطويل ولذا تتطلب التنمية المس تدامة التركيز على مص ادر طاقة داءمة ا كثر ملاءمة للبيي ة مشل الطاقة الهرارية الا رض ية. ٦. دواعي البهش عن الطاقة الجيوحرارية الطاقة هي محرك لكل ا لة وكل ص ناعة وهي عنوان التقدم والرقي فا كثر البلدان تقدما ا كثرهم اس تهلاكا من الطاقة. ولذلك يقع على عاتق الدول المتقدمة قبل غيرها البهش عن حلول لا زمة التلوش البيي ي. وتتلخص دواعي البهش عن الطاقة الجيوحرارية بالا مور التالية:

27 موءشرات الطاقة الجيوحرارية في لبنان ٦٤ اقتراب نض وب النفط ا رتفاع ا س عار النفط بش كل جنوني عموما ا رتفاع في ا س عار حاجات الا نس ان المعيش ية (كالنقل والتدفي ة والغذاء الخ). تفاقم ا زمة تلوش الانبعاثات المضرة بالبيي ة والاحتباس الهراري. ٧. مراحل ا س تعمال الطاقة الجيوحرارية تعر ف الا نس ان منذ القدم على الطاقة الجيوحرارية ومع ذلك لم يس تطع ا س تعمالها وتطويعها في خدمته ا لا موءخرا كهال البترول قديما لعدم معرفته العلمية بش كل كافي في ذلك الوقت. ومع تطور الا نس ان وتطور العلوم جرى تس خير هذه الطاقة فاس تخدمت الينابيع للعلاج والا س تش فاء والا س تجمام والس ياحة. وبعد ا ن زادت حاجته للطاقة لجا الا نس ان ا لى مص ادر بديلة فاس ت عملت الجيوحرارية بش كل علمي لا ول مرة في مدينة لاردوريللو( Lardorello ) في توس كانا ا يطاليا عام ١٩٠٤ وفي هذه المهطة جرى ا س تخدم البخار المندفع من باطن الا رض لا دارة التوربينات وتوليد الطاقة الكهرباءية حتى هذا الهين. ومع اقتراب نفاذ المخزون الا حفوري وا رتفاع ا س عاره وتنوع ا س تخداته بعد ا ن زادت الهاجة الش ديدة لطاقة بديلة متجددة ا ض طر الا نس ان ا لى البهش والتفكير في الا س تفادة من الينابيع الهارة في ش تى المجالات فا خذت ا س تخدام الطاقة الجيوحرارية بالتوس ع وكثرت ا س تعمالاتها كتدفي ة المنازل والبيوت المهمية في الزراعة في المناطق الباردة ش تاء. وفي الا تحاد الس وفياتي س ابقا فقد تم تش غيل محطة كهرباءية ا س تعمل فيها غاز الفريون لتش غيل التوربينات حيش كانت درجة حرارة المياه الجوفية ليس ت

28 ٦٥ عبدالرحيم ا براهيم عالية جدا فاس تعمل هذا الغاز لكونه يتبخر على درجة حرارة ا قل من غليان الماء وبذلك جرى تبخير هذه الغازات ورفع ض غطها ثم اس تعمالها. وتنتشر ينابيع المياه الهارة في عدد كبير من بقاع الا رض وتنال المنطقة العربية نص يبها من هذه الموارد كفلس طين وس وريا والا ردن ومصر والجزاءر وتونس وكذلك في منطقة وس ط ا وروبا وش مالها وفي الولايات المتهدة وغيرها من البلدان. وينتظر من لبنان الا نض مام ا لى قاءمة هذه الدول المس تفيدة من الطاقة الجيوحرارية. ٨. اس تخدام الطاقة الجيوحرارية ا. الاس تخدامات الكهرباءية: تعتبر الطاقة الجيوحرارية من ا كثر المص ادر ا نتاجية للطاقة المتجددة. وتعتبر حقول البخار الجاف الا كثر ملاءمة لا غراض توليد الطاقة الكهرباءية حيش ا ن المطلوب القيام بعمليات الهفر لا تاحة المجال ا مام البخار ليندفع بقوة ا لى الس طه ومن ثم نقل هذا البخار في ا نابيب ا لى التوربينات لتش غيلها وتوليد الكهرباء. وقد ا نش ا في عدد كبير من دول العالم محطات للطاقة الجيوحرارية ويجري فيها س هب الماء الس اخن ا لى س طه الا رض ويتم تحويله ا لى حرارة بش كل مباشر (مياه س اخنة للتدفي ة بهد ا قص ى ٩٠ درجة مي وية ا و لاس تعمالات ا خرى عديدة) ا و غير مباشر ا لى كهرباء. وفي حال غياب الماء كناقل ا س اس ي للطاقة يجري اس تخراج الهرارة من باطن الا رض عبر حقن الماء العادي نزولا من خلال ثقب (بي ر الهقن) ا لى الطبقات الص خرية الجوفية الهارة وتس هب من بي ر الض خ ص عودا كتيار عالي الس خونة (ش كل رقم ٤). ويقدر البعض الفترة الزمنية لتجدد المياه الجوفية بس نة واحدة كي تعود المياه الجوفية المس تعملة ا لى درجة حرارة الس ابقة.

29 موءشرات الطاقة الجيوحرارية في لبنان ٦٦ ش كل رقم (٤) محطة جيوحرارية لتوليد الطاقة الكهرباءية (المص در: (BRGM 2004 يجري اس تخدام الطاقة الجوفية للا رض في انتاج الطاقة الكهرباءية بواس طة طرق عديدة: كالبخار الجاف ا و البخار الرطب ا و اس تعمال الغازات العض وية ا و الهقن والض خ في الص خور الهارة المتص دعة. وقد وص ل ا نتاج العالم من الطاقة الكهرباءية الجيوحرارية لنهو ١٣٦٢ ميغاواط (٢٠٠٦) وهو ما يعادل ثلش الاس تعمال العام تقريبا من الطاقة الجيوحرارية المس تخدمة. وتعتبر الولايات المتهدة الا مريكية ا كثر دول العالم اس تخداما للطاقة الجيوحرارية في توليد الكهرباء ويا تي بعدها كل من ا يطاليا ونيوزيلندة.

30 ٦٧ عبدالرحيم ا براهيم ب. الاس تخدامات غير الكهرباءية: تنوع اس تخدام الطاقة الجيوحرارية وتعدد بش كل كبير ومن ا برز ا وجه اس تعمالات هذه الطاقة: المس اءل الطبية والزراعية والص ناعية والتدفي ة المنزلية البيوت وتدفي ة البيوت البلاس تيكية الزراعية (المهمية) وفي ص ناعة الورق وتجفيف الا خش اب وا عمال التدفي ة والتبريد وتحلية مياه المالهة وا عمال التعدين في مناجم النهاس وفي ص ناعة الا غذية والمنس وجات والس يراميك وا نتاج المله. ٩. تكاليف انتاج الطاقة الجيوحرارية ترتبط تكاليف انتاج الطاقة الجيوحرارية بالجدوى الا قتص ادية مقارنة مع كلفة الطاقات البديلة المتجددة المنخفض ة. وفي دراس ة ا جريت حول تكاليف انتاج هذه الطاقة كش ف الص يرفي (٢٠٠١) (٤) ا ن كلفة انتاج كيلوات واحد من الكهرباء من الطاقة الجيوحرارية تحتاج ا لى حجم اس تشمار يتراوه بين ٨٠٠ ا لى ٣٠٠٠ دولار في البنية الا س اس ية. بينما تكلفة الكيلوات/ س اعة تتراوه بين ٢ ا لى ١٠ س نتات فقط (٣٠ ا لى ١٥٠ ليرة لبنانية). ويتوقع ا ن تص ل التكلفة من ١ الى ٨ س نتات. وا وض ه ا ن التكلفة في البداية ربما تكون مرتفعة ولكن مع تطور الا بهاش تتهس ن الجدوى الاقتص ادية لهذه الطاقة. كما ا نها تتناس ب مع س عر البترول فكلما ارتفع س عره ا ص به الالتجاء ا لى هذه الطاقة ا كثر اقتص اديا. وعلى عكس عمليات الهفر والتنقيب في مجال النفط والغاز والتي تجري عادة في ص خور رس وبية ا قل ص لابة وقليلة العمق نس بيا فا ن مقاربة ا نظمة الجيوحرارية المتقدمة تتطلب الهفر في ص خور ص لبة بعمق ١٥٠٠ ا لى ١٠٠٠٠ متر. غير ا ن موقع لبنان وبنيته الجيولوجية الرس وبية وتحديدا في عكار قد يس ه ل عمل التنقيب واس تخراج هذه الطاقة با كلاف ا قل. (٤) ابو الهدى الص يرفي( ٢٠١٠ )- مصر فوق حزام النار. الا هرام العدد ٤٥٠٧٦

31 موءشرات الطاقة الجيوحرارية في لبنان ٦٨ وفي دراس ة قام بها «معهد ماس اش وس يتس للتكنولوجيا»( MIT ) في الولايات المتهدة الا ميركية عام ٢٠٠٤ قدر متوس ط كلفة الهفر التي اس تغرقت ثلاثة ا ش هر فقط لبي ر عمقه ٤٨٠٠ متر في ص خور الغرانيت الص لبة بنهو ٧,٥ مليون دولار. وعلى العموم تش كل كلفة الهفر بما لا يقل عن ٦٠ من مجموع الرا س مال المس تشمر في ا ية محطة جيوحرارية. وانطلاقا من هذه التقديرات تص ل الكلفة الاجمالية لاس تخراج الطاقة الجيوحرارية ١٢,٥ مليون دولار بمتوس ط كلفة ٢٦٠٠ دولار للمتر الواحد. وهكذا فان تقديرات كلفة بي ر عمقه ا لفي متر في عكار قد لا تص ل ا لى ٥,٢ مليون دولار. وفي العديد من الدول الراءدة في انتاج الطاقة الجيوحرارية يجري العمل على تطوير الا بهاش وتقنيات الهفر لتخفيض كلفة الا نتاج وتحس ين الجدوى الا قتص ادية من هذه المنظومة. الا رض خزان هاءل للهرارة الجوفية متكون من مواد ص هيرية ش ديدة الهرارة ينتقل جزء منها نهو الس طه بواس طة التوص يل الهراري. وقد منهت هذه الخاص ية تدرجا حراريا واض ها وفر انتش ارا واس عا للطاقة الجيوحرارية في كل بقاع العالم ومنها لبنان ولكن بنس ب متفاوته وا مكانية كبيرة للاس تفادة منها في المدن اللبنانية الكبرى حيش تكون الهاجة اليها ا كثر ا لهاحا. ونظرا لوقوع لبنان عند تخوم الص فيهيتن العربية والافريقة يعتبر لبنان من المناطق ذات الطاقة الجيوحرارية المرتفعة. وتتميز الطاقة الجيوحرارية بكونها مص در طاقة متجدد تتعدد مظاهره وتتنوع اس تخداماته. وبس بب طبيعته وتكويناته تعتبر منطقة عكار ا هم موقع جيوحراري بلبنان تش ترك مع البلدان العربية المجاورة بالكشير من مظاهرها الجيوحرارية الواض هة والتي لم تس تغل حتى الا ن ا لا في الس ياحة والعلاج. ثالشا : مظاهر المياه الجيوحرارية في لبنان والمناطق العربية المجاورة ا ص به اس تغلال الطاقة الجيوحرارية والا س تفادة منها ولو بش كل محدود حقيقة واقعة في بلدان عديدة ممتدة على نطاق الا خدود الا فريقي العظيم:

32 ٦٩ عبدالرحيم ا براهيم مشل كينيا وا ثيوبيا والا ردن وفلس طين وس وريا وص ولا ا لى تركيا. وفي البلدان العربية المجاورة تس تشمر الطاقة الجيوحرارية والمتمشلة بالمياه الس اخنة في مجالات عديدة ا برزها الاس تجمام والعلاج حتى بات الكشير من هذه الدول مقص دا هاما لهمامات المياه الس اخنة والمياه الكبريتية التي تش كل عاملا جاذبا للس ياحة. وقد ا ص بهت مس ا لة وجود هذه المياه في عدد كبير من هذه الدول محط ا هتمام المس وءولين لا بل والمس تشمرين. ولهذا الا مر و ض عت الكشير من الخطط لتهس ين حص ة هذه البلدان وجعلها مقص دا س ياحيا للس نوات المقبلة وكذلك للاس تفادة من الش هرة العالمية التي تتمتع بها في مجال الس ياحة العلاجية وفواءدها الا قتص ادية المتنوعة والتي تعود ا هميتها ا لى ا نخفاض تكاليف الانتاج ومهارة العاملين في هذا القطاع من ا طباء ومعالجين فيزياءيين وفنيين ومض يفين الخ. ١. المياه الجيوحرارية في مصر تعتبر مصر من ا واءل الدول العربية التي ا ظهرت الدراس ات فيها وجود طاقة (٥) جيوحرارية وا مكانية الاس تفادة منها بش كل واس ع. وقد ا كد الص يرفي( ٢٠١٠ ) رءيس هيي ة الطاقة النووية المصرية عن وجود مظاهر س طهية تش ير ا لى وجود مناطق غنية بالطاقة الجيوحرارية الكامنة مشل مناطق الا حزمة النش يطة بالزلازل والبراكين. ويوجد في مصر ثلاش مناطق جيوحرارية رءيس ية هي: منطقة غرب النيل ومنطقة شرق النيل ومنطقة ش به جزيرة س يناء. وقد وص ل عدد والينابيع والا بار الجيوحرارية في مصر نهو ١٤٥٠ موقعا يتركز معظمها على الض فة الشرقية لخليج الس ويس. ويتراوه متوس ط درجات الهرارة للمياه الس اخنة في هذه المواقع ما بين ٣٢ و ٧٢ درجة مي وية. كما يوجد على طول الس احل الشرقي لخليج الس ويس الكشير من الينابيع الس اخنة مشل عيون حلوان ومناطق الواحات في الص هراء الغربية. وتعتبر منطقة (٥)

33 موءشرات الطاقة الجيوحرارية في لبنان ٧٠ حمامات فرعون ا كثر الا ماكن مشالية للجيوحرارية حيش تص ل درجة حرارة س طه الا بار والينابيع فيها ا لى ما يقارب ٩٢ درجة مي وية (عشمان ٢٠٠٣) (٦). ويتوقع المختص ون ا ن ترتفع الهرارة ا لى درجات عالية جدا مع العمق ما يس مه بوجود بخار ماء قادر بواس طة التوربينات على توليد الطاقة الكهرباءية مما قد يس اهم في تلبية الكشير من الا حتياجات الخاص ة والعامة. وتوءكد معظم الدراس ات ا مكانية دخول مصر فعليا في طريق الهص ول على الكهرباء من حرارة جوف الا رض منذ بداية عام ١٩٧٨. ولهذا قامت دراس ة عن منطقة البهر الا حمر بالتعاون بين جامعة نيومكس يكو الا ميركية وهيي ة المس احة الجيولوجية المصرية والتي كان يقودها العالم الا ميركي بول مرجان با جراء بعض القياس ات الهرارية الا رض ية س واء على س طه الا رض ا و خلال بعض الا بار الض هلة الموجودة في منطقة الوديان التي توص ل بين وادي النيل والبهر الا حمر مشل وادي قنا وقنا س فاجا والقص ير حيش جرى فيها قياس التدرج الجيوحراري. وقد ا كدت الدراس ات الجيوحرارية المصرية ا ن الطاقة الجوفية للا رض قد يقارب ا نتاجها ما تقدمه محطة نووية. وتتركز الطاقة الجيوحرارية تحديدا في شرق مصر وبالتهديد في ش مال خليج الس ويس وهو الجزء المتفرع والمرتبط بالا خدود الا فريقي العظيم. ٢. المياه الجيوحرارية في س وريا تزخر س وريا بعدد كبير من ينابيع المياه الس اخنة الكبريتية وقد ا نش ا عليها العديد من الهمامات ومحطات العلاج والترفيه. ولعل ا ش هر المواقع للمياه الهارة وا هم المش اريع في هذا البلد نجده ا لى الشرق من حمص عند نبع كهف ا فقا الواقع بجوار مدينة تدمر التاريخية. وت ص نف مياه هذا النبع كمياه علاجية لكونها مياه كبريتية دافي ة تتمتع بدرجة حرارة ثابتة تقدر بنهو ٣٣ درجة مي وية. (٦)

34 ٧١ عبدالرحيم ا براهيم ومن المواقع الجيوحرارية الهامة في س وريا ا يض ا نجد حمامات ا بو رباه وحمامات العباس ية وحمامات طريق الهرير وحمامات الش يخ عيس ى في حماه (ا ش هر مواقع المياه المعدنية والمفيدة في المعالجة الص هية) وكذلك حمامات الهمة الهارة وحمام الملكة زنوبيا وحمامات النبع الكبريتي الدريكيش ي وحمام حي التركمان الموجود على س احل المتوس ط في اللاذقية حيش ا قيم عليه مركزا مهما للعلاج الفيزياءي. وبفض ل المياه الس اخنة ذات المص در الهراري الجوفي ا ص بهت س وريا في الس نوات الا خيرة قبيل ا ندلاع الهرب فيها مقص دا للس ياحة العلاجية من خلال ينابيع المياه الس اخنة الكبريتية المنتشرة في ا رجاء عديدة من س وريا كما تحولت هذه الينابيع ا لى ا ماكن مخص ص ة لتلقي العلاج الطبيعي فاس ت شمر بعض ها س ياحيا. وقد بلغت نس بة الس ي اه الذين يقص دون س وريا للس ياحة العلاجية نهو ٥ من ا جمالي القطاع الس ياحي العام. وبهس ب ا حص اءات عام ٢٠٠٩ وص ل عدد القاص دين للس ياحة العلاجية ما يقارب ٣٠٠ ا لف من مجموع عدد الس ياه البالغ عددهم نهو س تة ملايين س اءه. ولا همية هذا القطاع قامت الس لطات المعنية بطره مجموعة من مواقع المياه الس اخنة وينابيع المياه الكبريتية ا مام المس تشمرين بغرض ا قامة مش اريع س ياحية في محيطها كي تكون قادرة على جذب الس ياه واس تقطاب ما ا مكن من مي ات الملايين من الدولارات للس ياحة العلاجية فقط كما هو الهال في طره مشروع حمامات الش يخ عيس ى في مدينة ا دلب ش مال شرق س ورية الواقع على الض فة الغربية لنهر العاص ي. ٣. المياه الجيوحرارية في الا ردن تتمشل مظاهر الطاقة الجيوحرارية في الا ردن بالعديد من ينابيع المياه الس اخنة والا بار التي حفرت لغايات التنقيب عن المياه والبترول والغاز الطبيعي. وتنتشر هذه الينابيع في مناطق متعددة يقع معظمها ض من س لس لة

35 موءشرات الطاقة الجيوحرارية في لبنان ٧٢ الجبال المهاذية لهفر الانهدام ا خدود البهر الا حمر والمتمشلة بالجهة الشرقية لغور الا ردن ووادي عربة. ويوجد في المملكة ما يزيد عن ١٣٠ نبعا للمياه الس اخنة. وهي تتغذى من مياه الا مطار التي تس قط فوق المرتفعات والس هول المهيطة. وتهبط هذه المياه ا لى الا س فل فتس خن ثم تعود فترتفع مرة ا خرى ويس اعد في ذلك وجود الص دوع المرتبطة بهفرة الا نهدام التي تس هل حركة المياه هبوطا وص عودا. وتتفجر هذه الينابيع من ص دوع الص خور التي ترافقت نش ا تها مع النش اطات البركانية ويعتقد ا ن المياه الس اخنة تدفقت من الص خور الرملية ا و من ص خور الترافرتين التي تكثر في المنطقة ا و من الهص باء. ش كل رقم (٥) تسرب المياه الس طهية عبر الش قوق والفوالق واحتكاكها بالص خور الجوفية الهارة ثم ارتفاعها نهو الس طه نموذج الخزان الجيوحراي في نطاق الاخدود ا و الهفر الانهدامي (Source:

36 ٧٣ عبدالرحيم ا براهيم وتنتشر مواقع المياه الس اخنة في الا ردن في مناطق رءيس ية عدة ا همها: في المرتفعات الشرقية لغور الا ردن حيش نجد ينابيع الهمة دير علا ابو ذابلة حس بان جرش الهمام الدكروك عين س ويمة وعين الزرقاء. في المرتفعات الواقعة شرق البهر الميت وهي حمامات الزارة ) ٤٥ نبعا ) وزرقاء ماعين (ا كثر من ٦٠ نبعا ) ووادي ا بن حماد( ٦ ينابيع) وغور الهديشة وروافد وادي الكرك. في المرتفعات الواقعة شرق وادي عربة وا برزها حمامات عفرا والبربيط. في الا بار القليلة العمق والتي حفرت لغايات التنقيب عن المياه الجوفية وقد يص ل عددها ا لى ا كثر من مي ة وتراوحت حرارتها بين ٢٢ و ٦٢ درجة مي وية. في الا بار العميقة التي حفرت للتنقيب عن النفط والغاز حيش وص لت حرارة المياه في بعض ها ا لى درجات عالية (ا كثر من ١٨٤ درجة مي وية). وبرغم التا كد من وجود حرارة جوفية عالية اقتصر اس تخدام المياه الهارة في الا ردن على الس ياحة العلاجية والاس تجمام. وتعتبر حمامات ماعين الس اخنة ا كثر المواقع الس ياحة ش هرة. وقد ا ثبتت التجارب التي ا جريت لا س تعمال المياه الس اخنة جدواها الا قتص ادية في مجالات عديدة ا برزها: تربية الا س ماك والزراعة وغيرها من الا س تعمالات. وتعتمد الس ياحة العلاجية المرتبطة بالمياه الس اخنة بش كل ا س اس ي على حمامات العيون الس اخنة (١٨ نبعا رءيس يا حارا ) وا ش هرها: حمامات ماعين وتقع الى الغرب من مدينة ما دبا وتبعد ٨٥ كيلومترا

37 موءشرات الطاقة الجيوحرارية في لبنان ٧٤ عن العاص مة عمان وتنخفض عن س طه البهر نهو ١٢٠ مترا. وتتميز هذه الهمامات بوجود ش لالات مياه ذات حرارة عالية ما بين ٦٥ و ٧٥ درجة مي وية وبوجود العديد من المعادن مما جعل مياهها فريدة وذات جودة عالية. ويش ار هنا ا لى ا ن نس بة الملوحة في هذه المياه الس اخنة تص ل ا لى ١٨٠ بالا لف. وتس تقطب مياه ماعين الكبريتية ا لاف الس ياه الراغبين بالا س تهمام بهذه المياه الغنية بالا ملاه المعدنية بغرض العلاج والاس تش فاء. ص ورة رقم (١ ( ش لالات ماعين المياه الس اخنة الجيوحرارية في الا ردن (Source: حمامات الهمة حيش ان درجة حرارة المياه الس اخنة فيها تترواه ما بين ٣٤ و ٤٨ درجة مي وية حيش تقع على بعد مي ة كيلومتر ا لى الش مال من عمان وهي على الهدود الا ردنية المش تركة مع س وريا وفلس طين.

38 ٧٥ عبدالرحيم ا براهيم حمامات عفرا في الجنوب الا ردني وهي حمامات مياه معدنية تقع على بعد ٢٦ كيلومترا ش مالي مدينة الطفيلة. تنطلق المياه الهارة من ا كثر من ١٥ مص درا ا و ينبوعا تتراوه حرارتها في المتوس ط ما بين ٤٥ و ٤٨ درجة مي وية وتش كل هذه المياه الس اخنة ش لالات تتجمع في برك ماءية تمتلي بالمعادن الش افية. وتض م المنطقة مركزا للخدمات الس ياحية وعيادات طبية لا غراض الس ياحة العلاجية. ويعتبر الا ردن من ا كثر البلدان العربية ش هرة واس تشمارا لينابيع المياه الس اخنة فقد اس تطاع الاس تفادة من هذه الثروة الطبيعية في الس ياحة العلاجية وا حس ن اس تخدام ينابيع المياه الس اخنة التي وفرت للدولة مي ات الملايين من الدولارات س نويا ما مك ن هذا البلد من ا حتلال المرتبة الا ولى عربيا في الس ياحة العلاجية والخامس ة دوليا لعام ٢٠١٤. ٤. المياه الجيوحرارية في لبنان ا. مظاهر المياه الس اخنة في لبنان ا كدت الكشير من الدراس ات المتعلقة بالجيوحرارية في لبنان على وجود مياه جوفية حارة في عدد من المناطق وهي ا ما على ش كل ا بار ا و ينابيع لم يتم حتى الا ن اس تشمارها. ويجري تص نيف المياه الهارة في لبنان ض من نوعين: الا ول ينابيع حارة يمكن اس تخدامها في تا مين المياه الس اخنة للمنازل والمجالات الطبية العلاجية ا و للا س تجمام ا و للاس تراحات الس ياحية والنوع الشاني من ا جل توليد الطاقة الكهرباءية. وقد جرى رص د مص ادر عدة للطاقة الجيوحرارية وكانت على ش كل مياه س اخنة حارة ا و عروق وتسربات غاز س اخن. غير ا ن معظم المياه الس اخنة المتوفرة هي مياه جوفية لا يمكن الوص ول ا ليها ا لا من خلال حفر الا بار العميقة. وتذكر بعض الدراس ات عن المنطقة الى وجود مياه س اخنة س طهية Shaban) ٢٠١٠).

39 موءشرات الطاقة الجيوحرارية في لبنان ٧٦ ويتض ه موءخرا جفاف العديد من مص ادر الطاقة الجيوحرارية في لبنان نتيجة الاس تشمار الجاءر للمياه الجوفية للا غراض الزراعية. وتعد عين الس مك ا حدى ا هم العيون المعروفة ض من المنطقة والتي قد يتجاوز تصريفها ليتر واحد بالشانية وبمعدل حرارة قد تزيد عن خمس ين درجة ما بين ٥٠ و ٦٥ درجة مي وية. ا ما بالنس بة للمياه البهرية فقد جرى الكش ف عن ثلاثة ينابيع بهرية جيوحرارية في لبنان ويقع ا حدها قبالة ش اطيء العبدة وهو معروف من قبل ص يادي الا س ماك المهليين. وقد تم رص د فقاعات مياه دافي ة في الموقع بدرجة حرارة وص لت ا لى ٣٨ درجة مي وية في حين ا ن درجة حرارة المياه البهرية المهيطة كانت ٢٢,٥ درجة مي وية. وهناك ينبوع بهري جيوحراري مقابل ش كا وا خر مقابل ص ور. ش كل رقم (٦) خريطة ثلاثية الا بعاد للقس م الجنوبي من عكار حيش يوجد نقطتين للمياه الس اخنة في العبدة وفي عيون الس مك (٧). (٧) مص در : غوغل ا يرش ا ما الش كل الشلاثي الا بعاد تم اس تخراجه باس تخدام نموذج الارتفاعات الا رض ية (GDEM) عبر برنامج ArcScene

40 ٧٧ عبدالرحيم ا براهيم ب. ظهور المياه الس اخنة في منطقة عكار (بي ر الس ماقية) خلال عمليات البهش والتنقيب عن النفط في منطقة عكار عام ١٩٧٠ تم حفر عدة ا بار في منطقة الس هل ومنها بي ر على عمق ٥٥٠ مترا في قرية الس ماقية المتاخمة للهدود الش مالية مع س وريا. وا نذاك تفجرت المياه الس اخنة الكبريتية بهرارة فاقت ٥٠ درجة مي وية في حين بلغ ا رتفاع مياه البي ر الس اخنة الكبربيتية في اللهظات الا ولى لتفجرها واندفاعها قرابة ٣٠ مترا عن س طه الا رض لتس تقر بعدها ا لى عدة ا متار بقطر وص ل ا لى ١٤ بوص ة. ص ورة رقم( ٢ ) موقع بي ر الس ماقية بعكار المقفل من قبل الوزارة المختص ة

41 موءشرات الطاقة الجيوحرارية في لبنان ٧٨ وقد ا ثبتت التهاليل المخبرية التي قامت بها وزارة الموارد الماءية ا نذاك ا همية هذه المياه من الناحية الص هية. وحس ب را ي ا طباء وا ختص اص يين تميزت هذه المياه بخص اءص علاجية لعدد كبير من الا مراض «العص بية (الروماتيزم) والجلدية: مشل تقوية الدورة الدموية والجهاز العص بي المركزي وهو ما يس اعد بدوره في علاج ا مراض المعدة والكلية والا مراض التنفس ية والا مراض الم عدية والروماتيزم وا مراض القلب وتعمل مادة البروميد الموجودة في المياه الكبريتية كمهدي يس اعد على الا س ترخاء. وفور ش يوع خبر ظهور مياه س اخنة كبريتية حظيت المنطقة با هتمام كبير من قبل خبراء محليين وا جانب. وقد بدا ت المنطقة تش هد حركة س ياحية ناش طة قص دها الا لاف من المواطنين والس ياه العرب والا جانب وجاء معظمهم لغرض الا س تجمام بمياهها الكبريتية الس اخنة. وفي المرحلة الا ولى من ظهور هذه المياه نش ا ت بركة كبيرة حول البي ر ما لبشت ا ن اتخذت مس ارا لها عبر س هول البلدة وفي المجاري الش توية ونهو مجرى النهر الكبير الجنوبي المتاخم للهدود الس ورية والذي لا يبعد عن الموقع س وى مي ات قليلة من الا متار. ومع تزايد ا عداد الزاءرين ا لى الموقع ونظرا لطبيعة المجتمع الريفي المهافظ بدا ت تظهر مش اكل عديدة كطرق الا س تهمام الغير ما لوفة مما اس تدعت الهاجة ا لى التفتيش عن حل لهذه المش اكل. ولاحقا وفي عام ١٩٧٤ تم ا قرار مشروع اس تراحة على ش اطي العريض ة فقامت عندءذ وزارة الس ياحة با نش اء اس تراحة عند النقطة الهدودية وبوابة لبنان الش مالية مع س وريا وتم جر هذه المياه الكبريتية لمس افة ٣ كيلومترات تقريبا ا لى ا حواض بجانب الا س تراحة التي ا نش ا ت خص يص ا للعلاج الص هي كي تص به من المنتجعات الص هية الس ياحية على الس احل اللبناني.

42 ٧٩ عبدالرحيم ا براهيم ص ورة رقم (٣) اهتمام رس مي بموقع اس تراحة العريض ة للوزير جان ا وغاس ابيان مع نواب المنطقة (٢٠١٠) ص ورة رقم (٤)- قناة جر المياه الس اخنة الكبريتية المتص دعة من بي ر الس ماقية

43 موءشرات الطاقة الجيوحرارية في لبنان ٨٠ هذا وقد فش ل المشروع منذ انطلاقته الا ولى فالمياه المس هوبة با نابيب غير معزولة بش كل ص هيه خفت حرارتها نس بيا عن المص در ورغم ذلك لم يدم اس تخدام المنتجع طويلا بس بب ا ندلاع الهرب اللبنانية فا همل هذا المشروع الهيوي وتص دعت بنيانه كما تص دعت قس اطل الجر ا و سر ق بعض ها وا قفل البي ر نهاءيا بعد ا ن ش ي د فوقه غرفة ص غيرة وانخفض بعدها كشيرا التدفق التلقاءي (الا رتوازي) للمياه الس اخنة الكريتية. ا ما ما تسرب من هذا البي ر فقد ذهبت مياهه هدرا نهو الا رض المجاورة دون ا ية فاءدة ليتبخر معها حلم الا س تفادة من هذه المورد الطبيعي الهام وحلم النهوض بالمنطقة وتنميتها. وحتى هذا الهين ما يزال كميات قليلة من المياه الكبريتية بهرارة ٤٠ درجة مي وية تمر عبر الا نبوب المتص دع في ا كثر من مكان لتتسرب نهو مجاري تصريف المياه الش توية والري. وقد س اهمت في ا فش ال هذا المشروع الهيوي وحالت دون ا س تشمار المياه الكبريتية الس اخنة ا مور عديدة: فلا الموقع ولا الخص وص ية التي يتفرد بها هذا المص در ولا الكشير من مقومات النجاه نفعت في ا نجاه هكذا مشروع. ولو تعرفنا على مش اريع مماثلة (حمامات مياه الس اخنة- منتجعات س ياحية الخ) في دول العالم وتحديدا في دول الجوار في س وريا والا ردن وتركيا لتكش فت لنا الهقيقة الموءلمة والفرص ة الكبيرة الض اءعة التي نادرا ما تعو ض. وحقيقة الا مر ا ن مشل هذا المشروع في حال تم ا عادة تنش يطه وتفعيله س تعم فاءدته ليس على المنطقة فهس ب بل على كل لبنان والدول المجاورة لما س ينتج عنه من حركة س ياحية هامة. وقد يس اعد على هذا المشروع موقعه على بوابة لبنان الش مالية وعلى مقربة من الطريق الدولي وقربه من مطار رينيه معوض الذي يهكى عن تش غيله فور اس تتباب الا من في لبنان والمنطقة.

44 ٨١ عبدالرحيم ا براهيم رابعا : الموءشرات البنيوية والجيولوجية للطاقة الجيوحرارية في منطقة عكار تدل التكوينات البنيوية (التركيبية) الجيولوجية على موءشرات عديدة للطاقة الجيوحرارية في لبنان عموما وعكار بش كل خاص. وتش كل حدود الص فاءه التكتونية مناطق جيوحركية (Géodynamique) ناش طة Benyamin,) 1989) حيش يتم خلالها تبدد الطاقة الدينامية الهرارية الجوفية لمواد الص هير البركاني tellurique) (Energie وتحولها نهو س طه الا رض على ش كل هزات ا رض ية وبراكين ونش اطات هيدروحرارية hydrothermale).(activité وبنتيجة النش اط الهراري تنش ا الهزات الا رض ية وعليه فا ن لبنان بات معروفا بهزات وزلازل ا رض ية ما تزال مس تمرة. ١. التوص يل والهمل الهراري: ا ن الطاقة الجيوحرارية (كما ا وض هنا س ابقا ) هي نتيجة تفاعل وتفكك المواد المش عة الكامنة في الص خور الجوفية العميقة. ومع العمق ترتفع درجات الهرارة الجوفية. وتنتقل الطاقة الجيوحرارية بطريقتين : ا. التوص يل الهراري :(Conduction) تنتقل الهرارة من خلالها بدون ا ن يس تتبع ذلك انتقال للمادة (الص خور). ب. الهمل الهراري :(Convection) يتطلب في هذه الهالة ا نتقال المادة نهو الس طه وهي ش بيهة بهالة الس اءل المس خن عند الا س فل. وتنتج هذه الهركة نتيجة ا ختلاف الكشافة التي تس ببها ا رتفاع درجات حراره فيها. فالمواد الس اخنة المنص هرة قليلة الكشافة عن حالتها الباردة تنش ط بهركة ص اعدة. وعند وص ولها للس طه تنتشر الهرارة جانبيا وتبرد لتص به من جديد ثقيلة فتهبط وتغوص بالا عماق. ولهذا فا ن الهمل الهراري الجوفي هو ا ذا وس يلة تدفق حراري فعالة تنقل الطاقة الجيوحرارية.

45 موءشرات الطاقة الجيوحرارية في لبنان ٨٢ ٢. التدرج الهراري العام: الطاقة الجيوحرارية هي مص در حراري مرتبط بهرارة جوف الا رض. وترتفع درجات حرارة الص خور بمعدل درجة واحدة لكل ٣٣ مترا وتقل نس بيا في الص خور الرس وبية. والتدرج الهراري يتراوه بالمتوس ط ما بين ١٠ و ٤٠ درجة مي وية لكل ا لف متر. وقد يص ل ا لى ا رقاما ا على بكشير من المتوس ط العام في نطاقات الش ذوذ الهراري والمناطق الغير مس تقرة خاص ة عند حدود ص فاءه القشرة الا رض ية. وتكش ف الجيوحرارة داخل الكرة الا رض ية تدرج حراري متنوع حس ب العمق: في القشرة الا رض ية الص لبة (Lithosphère) يكون التدرج الهراري نس بيا مرتفعا ا ذا ما تمت مقارنتة مع خص اءص ه في الطبقات الس فلية.(Asthénosphère) في المعطف الواقع تحت القشرة الا رض ية يكون التدرج الهراري ا خف عما عليه معطف القشرة الا رض ية الهملي. وهكذا يتطلب ا س تغلال الطاقة الجوفية للا رض تدفق حراري مناس ب ويرتبط قيمته من مكان لا خر تبعا لعملية التوص يل الهراري للص خور (Conduction) وا يض ا لمبدا معدل التغير الهراري للا رض thermique).(gradient ٣. التدرج الهراري في الص خور الرس وبية والبركانية: يص ل تدرج الهراري وفي بعض النقاط من الكرة الا رض ية وبش كل خاص في المناطق البركانية المتعلقة با ندثاش الص هير في القشرة الا رض ية ا لى نهو ١٠٠ درجة لكل مي ة متر. وتس تخدم الطاقة الجيوحرارية في مشل هذه المواقع لا نتاج الطاقة الكهرباءية من خلال محطات جيوحرارية بفض ل المياه الهارة الموجودة في طبقات المياه الجوفية العميقة التي تتسرب من المياه الس طهية

46 ٨٣ عبدالرحيم ا براهيم والمياه البهرية. وتميز كل منطقة في العالم بتدرج حراري خاص يعبر عنه بدرجة الهرارة المي وية لكل مي ة ا و ا لف متر. وقد تب ين خلال اس تغلال المناجم بوض وه ا رتفاع تدريجي لدرجات الهرارة بالنس بة للعمق. ٤. تص نيف المناطق الجيوحرارية اعتمادا على الباحش ا رمس تيد Armstead) ١٩٧٨) جرى تص نيف مختلف ا ماكن في العالم على قاعدة التدرج الهراري ا لى ثلاش مجموعات: المناطق الغير حرارية وهي ذات التدرج الهراري الخفيف والذي يتراوه بين ١٠ و ٤٠ درجة مي وية لكل كيلومتر واحد عمق. المناطق الش به حرارية ذات التدرج الهراري المتوس ط والذي يمتد بين ٤٠ و ٧٠ درجة مي وية لكل كيلومتر واحد عمق. المناطق الهرارية العالية وهي تلك التي تزيد عن ٧٠ درجة مي وية وتمشل عدة ا ض عاف التدرج الهراري في المناطق الغير حرارية. وتجدر الا ش ارة ا لى ا ن جريان الماءي الهراري با مكانه ا ن يض في تغيرات محلية هامة في هذا التدرج على ا ن التغيرات والظروف المناخية لا توءثر عميقا في الا رض وقد لا تتعدى بض عة ا متار من الس طه. يرتكز تقدير درجات الهرارة الجوفية في لبنان على تحديد وتوزيع درجات الهرارة الس طهية التي تختلف بين س نة وا خرى منطقة وا خرى ومن فص ل وا خر ولكونها تحدد نقطة الا نطلاق لا رتفاع درجات الهرارة مع العمق (ش كل التغير الهراري الفص لي مع العمق). ويبلغ المعدل العام لدرجات الهرارة الس نوية لس طه الا رض نهو ٢٠ درجة مي وية.(٢٠١٤ CEDRO) وبتدرج حراري ا قل تقدير ٣٣ درجة للكلم الواحد تقدر حرارة جوف الا رض على عمق ٣ كيلومتر بنهو ١١٩ درجة مي وية جدول رقم( ١ ).

47 موءشرات الطاقة الجيوحرارية في لبنان ٨٤ العمق (بالا متار) تدرج في المناطق الغير حرارية (المتوس ط العام) ٣٣ ٢٠ تدرج في المناطق الش به حرارية (متوس ط ٤٠ و ٧٠ ( ٥٥ ٢٠ تدرج في المناطق الهرارية العالية (بالهد الا دنى ( ٧٠ ٢٠ ٠ ٩٠ ٧٥ ٥٣ ١٠٠٠ ١٦٠ ١٣٠ ٨٦ ٢٠٠٠ ٢٣٠ ١٨٥ ١١٩ ٣٠٠٠ ٣٠٠ ٢٤٠ ١٥٢ ٤٠٠٠ ٣٧٠ ٢٩٥ ١٨٥ ٥٠٠٠ جدول رقم( ١ ) تقديرات الهرارة الجوفية (النظرية) حس ب العمق في لبنان (بالدرجات المي وية) ش كل رقم (٧) خريطة توض يهية للص فيهة العربية ومحيطها - فالق اليمونة حد فاص ل بين الص فيهتين العربية والافريقية.

48 ٨٥ عبدالرحيم ا براهيم ٥. التكوينات البركانية في عكار تنتمي الص خور البركانية في منطقة عكار ا لى العصر البليوس ين Dubertret,) 1955) وقد وص ل س ماكتها في بعض المناطق ا لى بض عة مي ات من الا متار. ويرجع ا ختلاف س ماكتها من مكان ا لى ا خر ا لى تنوع التض اريس الس الفة لعمليات الا نس كاب البركانية. وتقع ا حدى ا هم مناطق الطفوه البركانية في الجهات الشرقية لا نكس ار اليمونة في الجانب الس وري وا لى الشرق من س هلة البقيعة. ش كل رقم (٨) مجس م ثلاثي الا بعاد لمنطقة عكار(اتجاه الش مال لجهة اليس ار). وقد بدا ت الا نس كابات البركانية مع نهاية عصر الميوس ين Miocene ومع ذلك فا ن الش واهد الا ولية للطفوه البركانية كانت قد ا زيلت عن الس طه بفعل عوامل التعرية. ومن خلال بي ر الس ماقية فقد تم تحديد هذه الانس كابات على عمق يزيد عن ٣٠٠ متر تحت الرواس ب البهيرية الجبس ية العاءدة لعصر البونس يان. Pontien وتش غل منطقة الدراس ة الطرف الجنوبي لما يس مى فتهة حمص التي تعود ركاماتها البازلتية الا س اس ية للعصر البليزونس يان( Plaisancien ) وهي على ثلاثة ا نواع من التص نيفات الجيولوجية: βp1 βp2 و.βp3 تنتمي التكوينات

49 موءشرات الطاقة الجيوحرارية في لبنان ٨٦ الا ولى بش كل ا س اس للعصر البليزونس يان بينما بدا ت الا خيرة وهي الا حدش والا هم من حيش حجم الطفوه المتبقية في العصر البليزونس يان ثم تلاحقت هذه الطفوه حتى نهاية عصر البليوس ين (A.Guerre ١٩٦٩). ٦. ملامه تكتونية مس اعدة لطاقة جيوحرارية في ش مال لبنان: يس يطر على البنية الجيولوجية لمنطقة الدراس ة النمط المتص دع المتكسر(ش كل رقم ٩) فالش كل التكتوني للطبقات الص خرية بش كل عام هي من الا نواع العادية والمنعكس ة وكذلك من نوع هورس ت (horst) يهده من الشرق ا نكس ار اليمونة ومن الغرب ا نشناء ا و الا نهناء الس احلي.(flexure) ويعتري المنطقة مجموعة مس تعرض ة من الا نكس ارات والتص دعات بش كل كتل متفارقة افقيا.(Blocks) ويعتقد البعض ا ن ا ول حقبة لهركات النهوض التكتوني في لبنان ترجع ا لى العصر الجوراس ي الا على وقد اس تمرت هذه الهركة حتى بداية العصر الكريتاس ي ونش طت عمليات النهوض التكتوني كشيرا في لبنان الش مالي وتحديدا في عكار( A.Guerre ١٩٦٩). ش كل رقم (٩) خريطة المناطق الجيوحرارية في عكار

50 ٨٧ عبدالرحيم ا براهيم وقد يس اعد هذا النش اط التكتوني في جعل منطقة الش مال وتحديدا عكار من المناطق الا كثر عرض ة للهزات الا رض ية والزلازل من جهة وربما يكون هذا النش اط قد س اهم في ا رتفاع جبال لبنان الش مالي من جهة ثانية ا و س ببا لا رتفاع ا على قمة فيه (القرنة الس وداء ٣٠٨٨ متر). ولعل حدة النش اطات التكتونية وكثرة التص دعات س مهت باقتراب الماغما من الس طه وحتى بالا نس كابات الطفهية البركانية ما يدل على وجود طاقة جوفية ليس ت ببعيدة عن س طه الا رض. بالمقابل فا ن التص دعات والتش ققات العديدة التي تش هدها المنطقة فض لا عن فالق اليمونة الكبير قد يس مه بتسرب المياه ا لى داخل الا رض و تلامس ها مع الص خور الجوفية الهارة والتي تحولها ا لى مياه حارة قادرة على نقل الطاقة الباطنية ا لى الس طه (ش كل ). ٩ ش كل رقم (١٠) نموذج تغذية موقع جيوحراري متص دع من مياه الا مطار والمياه البهرية

51 موءشرات الطاقة الجيوحرارية في لبنان ٨٨ المناطق الجيولوجية الا كثر ملاءمة لانتاج الطاقة الهرارية الا رض ية هي تلك المتميزة با رتفاع في نس بة التدفق الجيوحراري وبالتالي في ا رتفاع بالتدرج الهراري. وقد ا رتبطت هذه المناطق عند بعض النقاط الهارة وعند نطاقات الا خاديد باندس اس ات ص هيرية من جوف الا رض ولهذا يش كل الا خدود الا فريقي نموذجا للمناطق ذات الطاقة الجيوحرارة المرتفعة. ويعتبر ظهور الص خور البركانية خير موءشر على اقتراب بوءر حرارية من الس طه وقد كانت نش طت في فترة معينة بس بب الض عف الجيولوجي للمنطقة وترقق القشرة الا رض ية وتص دعها وهذا ما س مه با نبشاقات من الص هير البركاني ا لى الس طه. وتش كل الطفوه البركانية في عكار بش كل واس ع. ويلاحظ ا ن حقول الطاقة الجيوحرارية تقع في نطاقات الس لاس ل الجبلية الهديشة التي هي في طور التش كل بس بب الهركات الزلزالية النش طة (التي لازالت قاءمة). كما هو الهال للس لاس ل الجبلية للبنان وكذلك نجدها على طول نطاقات الا نكس ارات القارية كفالق اليمونة الذي يش كل ا متدادا للا خدود الا فريقي العظيم. ووقوع بعض البلدان المجاورة على طول هذه النطاقات الجيوحرارية س اهم في ا س تشمار الطاقة الهرارية المتدفقة. والس وءال المطروه لماذا يس تشنى لبنان حتى تاريخه من بين هذه البلدان المس تفيدة من الطاقة الجيوحرارية

52 ٨٩ عبدالرحيم ا براهيم خلاص ة البهش وبالنتيجة يقع لبنان والدول المجاورة له ض من الا حواض الرءيس ية الشلاثة للهرارة الجوفية المتواجدة على س طه الا رض. وي لاحظ ا ن ا نتش ار ا هم ينابيع المياه الهارة والمواقع الجيوحرارية في هذه الدول تتمركز بش كل عام في نطاق التهركات الجيوديناميكة التي انبشقت منها الانس كابات البركانية (البازلتية) والتي انتشرت بش كل خاص في تخوم ومحيط الفوالق لا متداد الا خدود الا فريقي العظيم من جهة ا و في ا ماكن الا نكس ارات الشانوية المس تعرض ة لهذه الفوالق من جهة ثانية. وتجدر الا ش ارة ا لى ا ن لبنان يش كل جزءا من هذه المنظومة الجيولوجية المتص دعة والمتمشلة شرقا بمجموعة فوالق ا برزها فالق سرغايا الممتد على طول الس لس لة الشرقية لجبال لبنان وص ولا الى الداخل الس وري ومنطقة تدمر في شرقي حمص حيش تكثر ينابيع المياه الهارة وغربا وبفالق اليمونة الممتد على طول الس لس لة الغربية لجبال لبنان وص ولا ا لى س هل الغاب غرب حلب حيش يتواجد ا يض ا بعض ينابيع المياه الس اخنة. ويعتقد ا ن طبيعة لبنان المناخية وغناه بالمتس اقطات والمياه الس طهية وطبيعه تكويناته الص خرية المتص دعة والنافذة كلها عوامل مس اعدة في وجود المياه الجيوحرارية ا لا ا ن الاس تغلال الجاءر للمياه الجوفية هي من الا س باب التي حالت دون وجود ملهوظ لينابيع مياه س اخنة ظاهرة على الس طه باس تشاء بعض الينابيع القليلة في منطقة عكار. ويدفعنا هذا الوض ع ا لى التفكير با ن لبنان وتحديدا منطقة عكار لن تكون بمعزل عن هذا التركيب الجيولوجي العام لا بل هي جزءا منه وا ن الظروف الجيولوجية والهيدروجيولوجية والجيوحرارية ش بيهة تماما بما هي عليه في البلدان المجاورة مما يفترض وجود مواطن لطاقة جيوحرارية مختزنة في لبنان وا مكانية وجود خزانات جوفية من المياه الهارة قريبة من الس طه.

53 موءشرات الطاقة الجيوحرارية في لبنان ٩٠ (Bibliographie) 1. Armstead,.H.C.H. )1978( - Geothermal energy, E. & F. spon, ltd., London, 1978, 357 pp., 2. Badoux, V., Ollinger D., Baujard C. Mégel T., (2014) - The National Geothermal Resource Assessment of LEBANON CEDRO.UNDP 3. Benjamin T., Charles R., Vidale R., (1983) Thermodynamic parameters and experimental data for the Na- K-Ca geothermometer. J. of Volcano. And Geotherm. Res. 15, p Chauveau L. )2010( - L energie de la Terre. Géothermie et biomasse, sources d énergie pour l humanité. ADEM, Collection Ciels du Monde.117p 5. Dubertret L. )1951(. - Carte géologique au 1/ eme. Feuille de Sireddanie. Rep. Libanaise, Min. Trav. Pub., Beyrouth, avec notice explicative, 48p, ill. Carte. 6. Dubertret L. )1955(. - Carte géologique du Liban au 1/ eme. Rep. Libanaise, Min. Trav. Pub., Beyrouth, avec notice explicative, 74p, ill. 7. Guerre Alain (1968). Carte géologique au 1/ eme Feuille de Halba- Hamidiye 8. Guerre Alain )1969(. - Contribution à l étude hydrologique de la plaine d Akkar et de ses confins (Liban-Syrie). Thèse de la Faculté des Sciences de Montpellier. 9. Lemale Jean (2012) - La géothermie, éd. Dunod. 10. Michard G. (2002) Chimie des eaux naturelles. Principes de géochimie des eaux. Editions Publisud, 445p. 11. Sanjuan B. et Brach M. (1998) Etude hydrogéochimique du champ géothermique de bouillante (Guadeloupe). BRGM, R39880, 84p. 12 fig., 4 tabl. 3ann. France. 12. Serra H. et Sanjuan B. (2004) - Synthèse bibliographique des géothermomètres chimiques appliqués aux eaux géothermales )rapport final). BRGM, France 13. Shaban A. (2010( - Geothermal Water in Lebanon: An Alternative Energy Source.National Council for Scientific Research, Remote Sensing Center, Beirut, Lebanon 14. Shaban A. Khalaf-Keyrouz L. (2013) - The geological controls of geothermal groundwater sources in Lebanon. International Journal of Energy and Environment.Volume 4, Issue 5, pp

54 ٩١ عبدالرحيم ا براهيم مراجع من الانترنت (Sitographie) ابو الهدى الص يرفي( ٢٠١٠ ) - مصر فوق حزام النار. الا هرام العدد ٤٥٠٧٦ Nazarian Arthur (2014): Lebanon sitting on extensive geothermal energy /Business/Lebanon/2014/Mar-25/ nazarian-lebanonsitting-on-extensive-geothermal-energ jpg. ض احى عشمان (٢٠٠٣) - حمام فرعون الاكثر س خونة بين ١٤٥٠ عينا حرارية في مصر ص هيفة الشرق الاوس ط عدد ٨٩٧١.

55

56 حنون العدد ٢٠١٦ ٢٨ النزوه الريفي بين الواقع والمرتجى نموذج: بلدتا القرعون والس فيرة (٤) س ليم ديب (١) عبد الرحيم ابراهيم (٢) ا مان الش بيب (٣) رنا س لامة Résumé L exode rural entre réalité et perspectives Cette étude tire une double sonnette d alarme, la première c est ce triste constat de désertification démographique de nos espaces ruraux et les chiffres sont là pour nous le démontrer (exode rural donc d El Quaraoun et d El Séfiré).Plus grave encore sont des perspectives guère encourageantes, puisque rien ne se profite à l horizon pour juguler le mouvement pourtant, des solutions adéquates pourraient être prises à l échelle des pouvoirs publics: Création d emplois susceptibles d offrir aux autochtones les moyens de vivre dans leur environnement Projets d infrastructures qui desserviraient ces régions...avec évidement des services publics, scolaires, universitaires, hospitaliers... qui dynamiseraient cet espace...symptomatique d une absence cruciale d aménagement du territoire, cet exode rural ne contribue-t-il pas aussi, malheureusement a asphyxier et paralyser nos espaces urbains? (١) ا س تاذ في قس م الجغرافيا في الجامعة اللبنانية (٢) ا س تاذ في قس م الجغرافيا (الفرع الشالش) في الجامعة اللبنانية (٣) طالبة دكتوراه في الجغرافيا في الجامعة اللبنانية (٤) ماجس تير في الجغرافيا ٩

57 النزوه الريفي بين الواقع والمرتجى ١٠ ١- المقد مة: النزوه الريفي هو انتقال ا فراد من س كان الريف ا و عاءلات بكاملها بش كل موءقت ا و داءم نهو المدينة وهذه الظاهرة خطرة جدا ا ذ تفرغ الريف من مواطنيه وتحرمه من اليد العاملة المنتجة وبالمقابل تحدش ما س اجتماعية في الا كواخ الفقيرة المهاذية للمدن والتي يص عب ا يجاد الس بل لهل مش كلتها. هذه الهركة الس كانية تعاني منها معظم دول عالم الجنوب وا د ت ا لى تض خم المدن بش كل سريع ونش ا ت ا حياء البوءس كالخطر على ا طرافها حيش تتا م ن البيي ة المناس بة لظهور في ات ش ابة منهرفة تمارس الجريمة باحتراف وتعمل على نشر المخد رات في المجتمعات وتس تخدم العنف لزرع الرعب والخوف في ا حياء المدينة با كملها. ا ما على ص عيد الريف ا هملت الزراعة وغابت مواس م الا نتاج واتس عت مس احة الا عش اب البرية على حس اب الا راض ي الزراعية وتزعزع الا من الغذاءي للدولة التي لجا ت ا لى اس تيراد المواد الغذاءية من دول عالم الش مال لتس د بها حاجة مواطنيها. لبنان لم يس لم من ظاهرة النزوه فعرفت قراه نزوحا للس كان وتض خ مت مدنه وخاص ة العاص مة بيروت وبعض الش باب س د ت ا مامه مجالات العمل فا نطلق ا لى بلاد الا غتراب لعل ه يجد مبتغاه ويهنا بعيش رغيد. هذه الهركات الس كانية الناش طة في البلاد تض ع الا س تقرار الا مني على المهك والا من الغذاءي في مهب التناقض ات الس ياس ية والمعيش ية. هذه الهالة المض طربة س تزداد س وءا في حال دخل لبنان منظمة التجارة العالمية عندها يهيمن النظام الليبرالي الهر وتس يطر الشركات المتعد دة الجنس يات على اقتص اد البلاد وتتهك م ا ليات العولمة بمفاص ل البنى الا نتاجية ويتعثر نمو الموءس س ات الص غيرة التي تلجا ا لى تسريه عمالها. هذا التوج ه يفض ي ا لى تفاقم مش كلة البطالة وازدياد حالة البوءس وتعميمها على مس احات ا وس ع.

58 ١١ س ليم ديب عبد الرحيم ابراهيم ا مان الش بيب رنا س لامة ومن ناحية ا خرى تهوي الهياة الا جتماعية والمعيش ية المدني ة س كان الريف وخاص ة الفي ة الش ابة التي تنش د العيش في ا ض واء المدينة ولو كان ذلك في ا حزمة البوءس وتتمل ص من الا عمال الهقلية المض نية والض عيفة المردود وتنفلت من العادات والتقاليد العاءلية والقروية التي تلزم الا فراد باحترامها والتقي د بها. اس تطاعت دول عالم الش مال ا يجاد الهل لهذه المعض لة الا جتماعية وذلك بتمدين الريف وخلق نش اطات ا قتص ادية وا جتماعية مريهة. هذا التوج ه طما ن س كان الريف لمس تقبلهم الا قتص ادي والا جتماعي وحملهم على البقاء في قراهم. ا ض افة ا لى ذلك جذب الريف العديد من س كان المدن للعيش في ا حض انه بغية التخل ص من خطر التلو ش الذي تحك م بالمجال المدني. هل يس تطيع المجتمع اللبناني تقليد الغرب في معالجته لظاهرة النزوه وهل تس مه له ا مكانيته الا قتص ادية المتواض عة حل المش كلة التي يتخب ط بها ويهقق وجود مجتمع منتج وخلا ق وراق في مجمل القرى اللبنانية للا جابة على هذه المس ا لة المتش ابكة يجب الا نطلاق من دراس ة حالة النزوه في قريتين لبنانيتين واحدة تقع في البقاع الغربي وهي بلدة القرعون والشانية تقع في قض اء الض نية-المنية في ش مال لبنان وهي بلدة الس فيرة (خريطة رقم ١). تقع هاتان البلدتان في منطقتين ريفيتين فقيرتين عانتا من نزوه ا بناءهما ا لى المدن هربا من تردي الهالة الا قتص ادية والا منية والمعيش ية التي يهيون في حض نها وحبا با يجاد عمل يقيهم العوز ويس اعدهم على تخطي مص اعب الهياة ويوف ر لا ولادهم الس بل لدخول رحاب المدارس والجامعات. ٢- منهجية البهش: ا ن دراس ة النزوه الريفي ا مر ص عب للغاية والمعلومات الواجب توف رها لا نجاز هذه المس ا لة غير متوف رة ويجب البهش عنها في ا ماكن متعد دة. ومن الص عوبات التي واجهتنا هي:

59 النزوه الريفي بين الواقع والمرتجى ١٢ - عدم توف ر مص ادر ا حص اءية س كانية للبلدتين يمكن الوثوق بها ا ض افة ا لى ذلك غياب الدراس ات التي تبهش في الا وض اع الس كانية والا جتماعية والا قتص ادية والتنموية للس كان النازحين من القرى اللبنانية. - عزوف في ة من الس كان عن التجاوب مع هذه الدراس ة خوفا من ا ن تكون هذه الا هداف س ياس ية ا و حزبية ا و ا منية. - ظن بعض الس كان با ن تكون هذه الدراس ة لتقديم ا عانات مادية للمهتاجين فاس تطردوا في تض خيم الا رقام وعندما فهموا با ن الدراس ة بهت علمية اس تخفوا بنا وغير وا ا راءهم. - ص عوبة التعر ف والا تص ال ببعض الس كان النازحين بهدف معرفة ا وض اعهم الا جتماعية والا قتص ادية مع العلم با ن هناك ا سرا تركت القرية منذ زمن بعيد وانقطعت عن التواص ل مع س كان البلدة ناهيك عن مش كلة ا نتش ار النازحين في ا ماكن متعد دة. وهذا الا مر يتطل ب بذل الجهد والتعب والوقت لا تمام الدراس ة. - تلكوء المس وءولين في الا دارات العامة والمجالس البلدية ومختاري القرى في التزامهم المواعيد المتفق عليها وا عطاءنا المعلومات التي يهتاج ا ليها بهشنا. ا ما المنهجية التي اتبعت فهو الا عتماد على اس تمارات ا عد ت بالطريقة العش واءية وطالت ا كثر من ٢٠ من مجموع النازحين. ثم تم ت معالجة المعلومات التي حص لنا عليها بهس ب الطرق الا حص اءية العلمية عن طريق الا س تعانة ببرامج خاص ة بالكمبيوتر وخاص ة برنامج Excel) 2010).

60 ١٣ س ليم ديب عبد الرحيم ابراهيم ا مان الش بيب رنا س لامة خريطة رقم (١): موقع قريتي القرعون والس فيرة.

61 النزوه الريفي بين الواقع والمرتجى ١٤ (١) ٣- خص اءص بلدة القرعون ٣-١: موقع بلدة القرعون: تقع بلدة القرعون في القس م الجنوبي الشرقي من س هل البقاع الذي يقس م ا لى ثلاش مناطق وهي: البقاع الش مالي والبقاع الا وس ط والبقاع الجنوبي ا و ما يس م ى بالبقاع الغربي وهو يض م بلدة القرعون. تبعد البلدة عن العاص مة بيروت مس افة ٧٩ كلم وعن مركز المهافظة زحلة ٤٦ كلم ويبلغ ارتفاعها ٩٥٠ م عن س طه البهر. تمتد هذه البلدة على ا س فل الس فه الغربي لجبل عربي وكانت تش كل قرية مس تطيلة الش كل ثم امتدت مس احتها حاليا وباتت البلدة ذات ا طراف كشيرة ومتش ع بة. تبلغ مس احة خراج البلدة ٢٨ كلم ٢ تش كل ا راض يها الس فه الغربي لجبل عربي حيش يص عب اس تشماره بالعمل الزراعي وينتهي الس فه نهو الغرب بس هل واس ع نوعا ما تمتد على ا طرافه بهيرة اص طناعية ش ي دت س نة ١٩٥٩ واتخذت من هذه البلدة اس مها ودعيت ببهيرة القرعون. ٣-٢: ا همية البهيرة بالنس بة لبلدة القرعون: تض اعفت ا همية موقع بلدة القرعون بالنس بة للقرى المجاورة لها وبالنس بة لمنطقة البقاع ككل. لقد ا ص بهت هذه البلدة س ياحي ة يقص دها الس ي اه وا يض ا الباحشين لمراقبة وص يانة مياه البهيرة وتطوير الطرق الزراعية المعتمدة في المنطقة. ا ما على الص عيد الزراعي فاس تغل ت الا راض ي الس هلية المجاورة للبهيرة بالزراعات المتنو عة كما تا م نت لهذه القرية الطاقة الكهرباءية المنتجة من معمل ابراهيم عبد العال في مركبا. (١) س لامة رنا: ٢٠٠٩ الس كان والهجرة في منطقة البقاع الغربي ) بلدات القرعون بعلول ) رس الة ا عدت لنيل ش هادة دبلوم درس ات عليا في الجغرافيا الجامعة اللبنانية ٢٦٩ ص فهة.

62 ١٥ س ليم ديب عبد الرحيم ابراهيم ا مان الش بيب رنا س لامة هذه الا همية الس ياحية والعلمية والزراعية التي ا وجدتها بهيرة القرعون ا عطت للقرية وبعض القرى المهيطة بالبهيرة ا زدهارا كبيرا خاص ة على الص عيد الس ياحي فتعد دت المطاعم والمنتزهات والمهال التجارية مما ا دى ا لى ا زدهار البلدة بش كل سريع. ا ن وقوع بلدة القرعون في منتص ف البقاع الجنوبي س مه لها بلعب دور همزة الوص ل بين الجنوب من جهة ومنطقة س هل البقاع من جهة ثانية فتهو لت بعد ازدهارها ا لى نقطة مركزية بالنس بة ا لى القرى المجاورة لها بهيش تواجدت فيها المدارس والمس توص فات وكثرت المهال التجارية لتلبي حاجة المواطنين. ٤- حركة النزوه من بلدة القرعون: عرفت حركة النزوه من بلدة القرعون مرحلتين تاريخي تين الا ولى قبل ا حداش س نة ١٩٧٥ والشانية بعد ا حداش س نة ١٩٧٥ وهي عرفت نزوحا كشيفا. ٤-١: مرحلة النزوه الا ولى من بلدة القرعون: كان النزوه الريفي ملازما لمجمل المناطق اللبنانية التي غادر س كانها باتجاه مدينة بيروت حيش توافرت لهم فرص العمل. وكان معظم النازحون من الش باب العازبين ا و المتزوجين الذين يناض لون لتغيير ا س لوب حياتهم الا قتص ادي والمعيش ي. وعندما تتهس ن ا وض اعهم الهياتية تلتهق بهم ا سرهم بغية دخول الا ولاد المدارس والجامعات وتحقيق مس تقبل ا فض ل وا من لهم. ا ن النزوه في هذه الفترة من بلدة القرعون كانت فردية واعتباطية ولم تعرف نزوحا كشيفا بس بب توفر النش اطات الا قتص ادية لليد العاملة وا زدهار البلدة بش كل عام على ا ثر نش وء بهيرة القرعون وارتفاع مردود الطبقة الش ابة وتحس ن حالتهم.

63 النزوه الريفي بين الواقع والمرتجى ١٦ ٤-٢: النزوه بعد ا حداش س نة ١٩٧٥: كانت الا حداش التي اندلعت س نة ١٩٧٥ في لبنان منطلقا لظهور موجات نزوه كشيفة باتجاه العاص مة بيروت وعدة مناطق في البقاع. وكان لهذه الهركة وجهان مختلفان وهما نزوه العاءلات المس يهية ونزوه العاءلات المس لمة. وقد بلغ عدد الس كان النازحين من بلدة القرعون ١٠٤٥ ش خص ا يش كلون حوالي ١٧ ٨٦ من مجموع الس كان المقيمين في البلدة. ٤-٢-١: نزوه الطاءفة المس يهية من بلدة القرعون: ينتمي قس م من س كان بلدة القرعون ا لى الطاءفة المس يهية وهم يش كلون الا غلبية في البلدة والقس م الا خر ينتمي ا لى الطاءفة الا س لامية. وعندما نش ا ت ا حداش س نة ١٩٧٥ في بيروت رجع قس م من الا هالي ا لى البلدة طالبين الا من والا س تتباب وقس م ا خر لم يطمي ن ا لى غده وهم من الطاءفة المس يهية ففض لوا النزوه باتجاه المناطق الا كثر ا طمي نانا لمس تقبلهم وخاص ة ا لى بيروت الشرقية كما دعيت في ذلك الوقت. وهكذا بات المس يهي ون يش كلون ربع الس كان في منتص ف التس عينات. وهذه الهركة ا د ت ا لى تغيير التركيب الس كاني في البلدة. ٤-٢-٢: نزوه الطاءفة المس لمة من بلدة القرعون: وفي خض م الا حداش ا جتاه العدو الا سراءلي الجنوب س نة ١٩٧٨ ومن ثم ا جتاه البقاع الغربي س نة ١٩٨٢ ووقعت بلدة القرعون تحت وطا ة الا حتلال الا سراءيلي الذي كان يرهب الس كان ويهد دهم ويخطف الش باب ويعذ بهم ويس جن بعض هم ويقتل العديد منهم خاص ة ا ولي ك الذين ا خذوا على عاتقهم مقاومة الا حتلال بشراس ة وعنفوان. هذا الواقع ا د ى ا لى فرار العديد من الش بان باتجاه المناطق الا منة والقريبة من بلدتهم والبعض الا خر حاول الا نتقال ا لى العاص مة حيش تتوفر له فرص العمل. والعديد من

64 ١٧ س ليم ديب عبد الرحيم ابراهيم ا مان الش بيب رنا س لامة الش بان انخرط في مقاومة العدو الا سراءيلي ولقد رجع بعض هم ا لى البلدة بعد زوال الا حتلال. ٤-٣: توزيع الس كان النازحين تبعا لمكان ا قامتهم: يمكن القول ا ن معظم النازحين من البلدة لم ينقطعوا عنها بش كل نهاءي حتى الذين تركوها بس بب مش اكل وخلافات عاءلية ا و حزبية بل ا نهم يتواص لون مع ذويهم من وقت لا خر في مناس بات الا عياد والعطل الص يفية وفي الا فراه والا تراه تراهم مجتمعين في البلدة. ا ما العازبون وا رباب الا سر فا نهم يترد دون بش كل ا س بوعي لكن النازحين بغالبي تهم لا ينوون العودة في المس تقبل المنظور ا ليها والا س تقرار فيها وذلك لتوف ر فرص عملهم ودراس ة ا بناءهم في المناطق التي نزحوا ا ليها وتا قلموا فيها. ولا يمكن القول ا ن الذين لا يملكون مس كنا في البلدة هم الذين اس تقروا في المناطق التي نزحوا ا ليها بل الذين يملكون المنازل والا راض ي الواس عة ا يض ا تركوا البلدة واس تقروا في ا ماكن ا خرى. وقد تبين من خلال الدراس ة ا ن ٦٤ ا سرة من النازحين من بلدة القرعون ما زالوا يملكون منازل في البلدة ويرتادونها في فص ل الص يف وفي العطل والمناس بات وا ن ١٦٣ ا سرة نازحة لا تملك مس كنا فيها وهوءلاء ينزلون ض يوفا على ذويهم عند زيارتهم لها ولا يلبشوا ا ن يغادروها. وعليه فا ننا نجد نوعين من النزوه: - النزوه الداءم: هم الذين لا يود ون العودة ا لى بلدة القرعون والا س تقرار فيها بالرغم من ا نهم يزورونها داءما. - النزوه الموءقت: هم الذين يود ون العودة ا لى البلدة عندما تتوف ر لهم ظروف العودة وبالتالي ا ظهرت الدراس ة تفو ق الا سر النازحة بش كل داءم

65 النزوه الريفي بين الواقع والمرتجى ١٨ على الا سر النازحة بش كل موءقت. ولقد س ج لت الا سر النازحة بش كل داءم في بلدة القرعون نس بة ٩٢ ٠٩ في حين ا ن الا سر النازحة بش كل موءقت بلغت نس بتها ٧ ٩١. ا ما بالنس بة للا فراد النازحين فنجد العكس تماما ا ذ ا ن ا غلب هوءلاء نازحون بش كل موءقت والس بب يعود لوجود ا رباب ا سر يملكون مس اكن في البلدة ولا ينوون ا لهاق عاءلاتهم بهم. ا ما بالنس بة لتوزيع هوءلاء النازحين حس ب ا قامتهم الهالية فقد تبين من خلال دراس ة جدول رقم (١) ما يلي: ا ن نس بة ٧٧ ٥٦ من النازحين يقيمون في مدينة بيروت وض واحيها وحوالي ٧٤ ٥٤ منهم من المس يهيين الذين نزحوا كما س بق وذكر ويتوزع النازحون في المناطق اللبنانية على الش كل التالي: البقاع الغربي بنس بة ١ ١٤ وذلك في منطقة جب-جنين. البقاع الا وس ط بنس بة ١٧ ٨٩ وذلك في مناطق قب الياس ش تورا تعلبايا وزحلة. بيروت الشرقية بنس بة ٥٢ ١٥ موز عين على مناطق المنص ورية الدكوانة س ن الفيل الا شرفية ا نطلياس. بيروت الغربية بنس بة ٢٢ ٣٩ وذلك في مناطق را س النبع فردان الهمرا. طرابلس بنس بة ٢ ٣٩.

66 ١٩ س ليم ديب عبد الرحيم ابراهيم ا مان الش بيب رنا س لامة الجدول رقم (١): التوزيع العددي والنس بي لجميع النازحين حس ب مكان الا قامة من القرعون س نة ٢٠٠٧ ١,١٤ ٣,٧٣ ١٣,٦٨ ٠,٤٧ ٦,٧٩ ٣٤,٩٢ ٠,٦٦ ٣٤,٩٢ ٠,٦٦ ٩,٢٨ ٩,٢٨ ١,٧٢ ١١,٣٨ ٢,٣٩ ١٠٠ مكان الا قامة الهالي جب جنين قب الياس ش تورا تعلبايا زحلة المنص ورية الدكوانة س ن الفيل الا شرفية انطلياس را س النبع فردان الهمرا طرابلس المجموع العدد ١٢ ٣٩ ١٤٣ ٥ ٤٢ ٥٢ ٥٠ ٧١ ٣٦٥ ٧ ٩٧ ١٨ ١١٩ ٢٥ ١٠٤٥ هذا الرقم يش مل الا سر والا فراد النازحة. المص در: البهش الميداني رنا س لامة.

67 النزوه الريفي بين الواقع والمرتجى ٢٠ ٤-٤: المس توى العلمي للنازحين من القرعون: ا ن الجدول رقم (٢) يبين لنا المس توى التعليمي عند النازحين ونلاحظ من خلال دراس ة الجدول ا ن الا مية معدومة بين الس كان النازحين وهذا ا مر جيد جدا ويدل على الوعي الكافي عند هوءلاء الس كان لضرورة التهص يل العلمي خاص ة في هذا العصر. ا ن النازحين الذكور الهاص لون على الش هادة الشانوية والجامعية يش كلون نس بة ا كثر من النص ف ٥٤,٧٥ وتبلغ نس بة الشانويين ٣٠,٠٩ تليهم في ة الجامعيين بنس بة ٢٤,٦٦ وبلغت في ة الهاص لون على الش هادة التكميلية ٢٠,١٩. ا ما في ة الدراس ات العليا س ج لت ٤,٦٦ بينما في ة الا بتداءي والروض ة س ج لت على التوالي ١٦,١١ و ٤,٢٧. من هذه النس ب يمكننا القول با ن نس بة المتعلمين مرتفعة عند النازحين وهذا طبيعي ا ذ ا ن من بين الا هداف التي يس عى النازه من ا جلها هي متابعة التهص يل العلمي لتا مين مس تقبل عيش ا فض ل. ا ما بالنس بة للنازحات الا ناش من القرعون فنجد ا ن ا على نس بة تس ج ل للهاملين الش هادة الشانوية وتبلغ النس بة ٣٣,٥٤ تليها الهاص لات على الش هادة التكميلية ٢٦,٧٠ ومن ثم الجامعية ٢٣,٧١ والملاحظ ا ن نس بة الهاص لات الش هادة الشانوية والجامعية يش كلون ٥٧,٢٦ من مجموع النازحات ا ي ا كثر من النص ف وهي نس بة جي دة تعكس ا يض ا الوعي عند الا ناش خاص ة لجهة ضرورة التهص يل العلمي وتوس يع ا فاقهن (ا نظر جدول رقم ٢).

68 ٢١ س ليم ديب عبد الرحيم ابراهيم ا مان الش بيب رنا س لامة الجدول رقم (٢): التوزيع العددي والنس بي للنازحين حس ب العمر ( ١٥ س نة وما فوق) والجنس والمس توى التعليمي في القرعون المص در : البهش الميداني

69 النزوه الريفي بين الواقع والمرتجى ٢٢ ٤-٥: النش اط الا قتص ادي والمهني للنازحين من بلدة القرعون: ا ن دراس ة النش اط الا قتص ادي للنازحين فوق ١٥ س نة تتطل ب توزيع القوى العاملة لمعرفة نش اطهم الا قتص ادي والمهني وعليه فقد ا ظهرت الدراس ة الميدانية بالنس بة لبلدة القرعون ا ن عدد العاملين الذكور يبلغ ٤٢٨ عاملا يمشلون نس بة ٨١,٤٠ وبلغ عدد الطلاب ٨٢ ا ي نس بة ١٥,٦ ا ما المتقاعدون تص ل نس بتهم ا لى ٣,٠٦ وعددهم ١٦ متقاعدا وبهذا نرى ا ن العاملين يش كلون نس بة كبيرة وهذا يدل على توفر فرص العمل في مناطق النزوه وعلى رغبة واندفاع النازحين ا لى العمل لتهس ين ا وض اع حياتهم. في حين نرى ا ن الا ناش العاملات النازحات من القرعون بلغ عددهن ١١٥ عاملة يش كلن نس بة ٢٤,٣٠ في حين نرى ا ن الا ناش الطالبات بلغ عددهن ١١٨ طالبة يش كلن نس بة ٢٤,٩ ا ما رب ات المنزل فتص ل نس بتهن ا لى ٥٠,٩٠ ا ي ما يعادل نص ف النازحات. (ا نظر جدول رقم ٣). الجدول رقم (٣): التوزيع العددي والنس بي للس كان النازحين في القرعون حس ب توزيعات القوى العاملة س نة ٢٠٠٧ توزيع اليد العاملة عدد ذكور عدد ا ناش ٢٤,٣ ١١٥ ٨١,٤ بش كل داءم ٤٢٨ ٢٤,٩ ١١٨ ١٥,٦ طالب (ة) ٨٢ ٣,٠٦ متقاعد ١٦ ٥٠,٩ ٢٣٣ رب ة منزل ١٠٠ ٤٧٤ ١٠٠ المجموع ٥٢٦ المص در: البهش الميداني رنا س لامة

70 ٢٣ س ليم ديب عبد الرحيم ابراهيم ا مان الش بيب رنا س لامة فيما يخص توزيع النش اطات المهنية على الذكور النازحين من القرعون فا ننا نجد وبالنظر ا لى جدول رقم (٤) ا ن الموظفين في قطاعي العام والخاص يش كلون النس بة الا على من بين النازحين حيش يبلغ المعدل على التوالي ٢٠,٣٢ و ١٨,٦٩ يليه ا ص هاب المهن الهر ة بنس بة ١٣,٧٨ بعدها العاملون بدوام ش هري في قطاع الخدمات حيش النس بة ١٢,١٤. ا ما العاملون في التجارة والبناء فتبلغ نس بتهم ١٠,١٨ وكما هو واض ه في الجدول رقم (٤) يتوز ع العمال الباقون على المهن الا خرى. ا ما ا رتفاع نس بة العاملين في قطاعي العام والخاص فمرده ا لى ا ن النازحين با غلبي تهم يفض لون العمل في هذين القطاعين بغية تا مين مس توى معيش ي وص هي ا فض ل. ا ما عند الا ناش النازحات من القرعون ي ظهر الجدول رقم (٥) ا ن النس بة الا على هي للعاملات في قطاعي العام والخاص حيش تس ج ل على التوالي نس بة ٢٩,٥٦ و ٢٧,٨٢ ومن خلال الدراس ة الميدانية وجدنا ا ن ا غلبية النازحات يعملن في التعليم ا ن كان تعليم رس مي ا و خاص. العاملات في قطاع الخدمات والمهن الا خرى يش كلن نس بة ٣١ ٣ في حين تتوزع مهن النازحات الباقيات على قطاعات التجارة والطب والهندس ة كما هو مبين في الجدول.

71 النزوه الريفي بين الواقع والمرتجى ٢٤ الجدول رقم (٤): توز ع الس كان النازحين (الذكور) حس ب النش اط المهني ومكان الا قامة الهالي س نة ٢٠٠٧ في القرعون القطاع الخاص القطاع العام المص در: البهش الميداني رنا س لامة

72 ٢٥ س ليم ديب عبد الرحيم ابراهيم ا مان الش بيب رنا س لامة الجدول رقم (٥): التوزيع العددي والنس بي للا ناش النازحات من بلدة القرعون حس ب النش اط المهني ومكان الا قامة الهالي المص در: البهش الميداني رنا س لامة.

73 النزوه الريفي بين الواقع والمرتجى ٢٦ (٢) - ٥ خص اءص قرية الس فيرة تقع قرية الس فيرة في محافظة لبنان الش مالي وتش غل القس م الش مالي الشرقي من قض اء الض ن ي ة. تبعد عن العاص مة بيروت مس افة ١٢٠ كلم وعن طرابلس مركز المهافظة ٣٤ كلم وعن مركز القض اء س ير ٩ كلم. تمتد قرية الس فيرة على منهدر من الجنوب الغربي على ارتفاع ٨١٥ م ا لى الجنوب الشرقي حتى ارتفاع ١٤٦٢ م عن س طه البهر وتبلغ مس احة خراج القرية ٤٣٥ هكتارا. ا ما المظهر الطوبوغرافي العام للقرية يبين وقوعها عند ا قدام طي ة ا حادي ة الجانب تعتبر معلما تض ارس يا مميزا في منطقة الض نية. تش ك ل حافاتها جدارا جنوبيا مرتفعا لمنطقة الض نية الذي يفص لها عن قض اء عكار. ونظرا لش د ة انهدار الهافة ا كثر من ٢٠ ولطبيعة الص خور الس ينومانية التي تتش كل منها ولغياب الينابيع والثروة الماءية تقل ص ت المس احات الص الهة للزراعة التي ترك زت عند ا قدام هذه الهافة خاص ة في القس م الجنوبي الغربي وفي الوس ط حيش تظهر الص خور الرملية grès de base وتتوافر الشروط التالية: قلة انهدار الس طه الذي يتراوه بين ص فر- ١٥ درجة. وجود التربة الخص بة بالرغم من كونها متقط عة. ترك ز الكشافات الس كانية. هذه البيي ة الطبيعي ة-البشري ة س مهت للا قتص اد الزراعي بالتركز والنمو والتخص ص حاليا بزراعة الفواكه والخضراوات. وبالرغم من ا ن الزراعة تش ك ل المردود الا قتص ادي الا س اس ي للس كان فهي تش كو من ص عوبات عد ة منها: عامل الا نهدار الذي يتخطى ال ١٥. (٢) الش بيب ا مان ٢٠١٢ عواءق التمركز البشري في المجال الجغرافي لقرية الس فيرة رس الة ا عدت لنيل ش هادة دبلوم دراس ات عليا في الجغرافيا الجامعة اللبنانية : ٢٠٨ ص فهات.

74 ٢٧ س ليم ديب عبد الرحيم ابراهيم ا مان الش بيب رنا س لامة اعتماد زراعة الجلول المهددة بالا نهيار. عامل ا نجراف وزحف التربة والص خور الذي يهد د الا راض ي المس تشمرة ويطال الا بنية المتعد دة ويهصر الا راض ي الص الهة للتمركز الس كاني في مس احات ض ي قة. ا ما الا راض ي الممتدة نهو الشرق فتتا لف من ص خور جوراس ية ص لبة تقطعها ا ودية عميقة ذات جوانب حادة جرداء. لذلك تعتبر طبيعة قرية الس فيرة من القرى الطاردة للس كان تحتل المرتبة الا ولى من بين قرى الض ن ي ة في عملية النزوه ويبلغ عدد س كانها ٩٤٣٦ ش خص ا وعدد المقيمين الداءمين فيها حوالي ١١٠٠ ش خص ا والنازحين ٧٨٢٠ ش خص ا والمهاجرين ٥١٦ ش خص ا. - ٦ حركة النزوه: ش هد النزوه الريفي لقرية الس فيرة مرحلتين الا ولى قبل عام ١٩٦٠ والشانية بعد هذا التاريخ. ٦-١: مرحلة النزوه قبل عام ١٩٦٠: عرفت قرية الس فيرة خلال هذه الفترة الممتدة من عام ١٩٥٠ ا لى عام ١٩٦٠ حركة انتقال يومية خجولة اقتصرت على وس اءل النقل بين س ير الض ن ي ة والس فيرة وكانت الطرقات المعب دة ا نذاك تنتهي عند مدخل قرية الس فيرة. كما ش هدت هذه الفترة حركة انتقال الرعاة التي ش كلت جانبا مهما من النزوه نهو طرابلس وش ملت هذه الهركة خمس عاءلات فقط ترك ز وجود ثلاش عاءلات منهم في القلود (القب ة) وعاءلتين فقط في منطقة الش لفة (ا بي س مراء). كان يعمل ا فراد هوءلاء النازحين في النش اط الزراعي بض واحي مدينة طرابلس (بس اتين الزيتون والليمون) ا ي من الجهتين الشرقية والجنوبية الشرقية.

75 النزوه الريفي بين الواقع والمرتجى ٢٨ اتص فت هذه الهركة با نها موس مية خلال فص لي الخريف والش تاء كما ا نها لا تش مل العاءلة بكاملها وهذه الهركة ا س س ت لهركة النزوه الكبرى والكشيفة بعد عام ١٩٦٠. ٦-٢: مرحلة النزوه بعد عام ١٩٦٠: ش هدت هذه المرحلة نموا كبيرا في حركة الا نتقال اليومية والا س بوعية خاص ة ما بين عام ١٩٦٠ وعام ١٩٧٥ وارتبط ذلك بعملية تعبيد طريق طاران-الس فيرة. وانطلاقا من هذا التاريخ عملت الا سر النازحة على تا س يس مراكز ا قامتها الش توية في ا ماكن النزوه. من خلال المعطيات المتوف رة اعتمادا على كل من مختار الس فيرة والقبة وعلى داءرة الا حوال الش خص ية وعن كبار الس ن بلغ عدد النازحين ٧٨٢٠ نازحا موز عين في ض واحي طرابلس من الجهة الجنوبية والجنوبية الشرقية على الش كل التالي: رقم ٢

76 ٢٩ س ليم ديب عبد الرحيم ابراهيم ا مان الش بيب رنا س لامة جدول رقم (٦): توزيع التمركز الجغرافي للعاءلات النازحة عام ٢٠١٠ ا س م المجمع ا و مكان الا قامة القلود ا بي س مراء حي النزهة وادي الجلول العيرونية المطل الا خضر النهر القب ة المجموع موقعه القبة-مدينة طرابلس ا بي س مراء- طرابلس ا بي س مراء- طرابلس زغرتا القبة ددة الكورة طرابلس طرابلس المص در: البهش الميداني ا مان الش بيب عدد النازحين ١٩٢١ ٧٢٣ ١٨٧١ ١٧٦ ١٧٣٠ ٣١٥ ٥٩ ١٠٢٥ ٧٨٢٠ النس بة المي وية ٢٤ ٥٦ ٩ ٢٤ ٢٣ ٩٢ ٢ ٢٥ ٢٢ ١٢ ٤ ٠٤ ٠ ٧٥ ١٣ ١٠ ١٠٠ يتبين ا ن قوة الجذب الس كاني للنازحين تبدو ا ش د وا كبر في المناطق الا كثر قربا من المدينة (جدول رقم ٦ خريطة رقم ٢) ومشالا على ذلك منطقة القلود حيش كانت قديما منطقة مس تقلة وتش كل اليوم جزءا من القبة مع الهفاظ على خص اءص ها القروي ة والتجانس الممي ز بها خاص ة الجزء الجنوبي الغربي منها فهو يس تقبل نس بة ٢٤ ٥٦ من النازحين وهي تا تي بالمقدمة. تليها حي النزهة (٢٣ ٩٢ ) وهو يمشل المرحلة الا نتقالية بين مجمع القلود من ناحية وا بي س مراء من ناحية ا خرى وذلك لتطور البناء وتعدد الطوابق فا ص بهت امتدادا متجانس ا لا بي س مراء من حيش البناء. يبدو هذا الا نص هار التدريجي واض ها في منطقة ا بي س مراء التي تمشل نس بة ٩ ٢٤ من النازحين. ويظهر الا ندماج الش به الكامل بالبيي ة المدني ة في المنطقة التي اس تقروا فيها وهم الا قدم في عملية النزوه ويش كلون (١٣ ١٠ ).

77 النزوه الريفي بين الواقع والمرتجى ٣٠-٧ النش اط الا قتص ادي للنازحين من قرية الس فيرة: ا ن للعوامل الا قتص ادية والا جتماعية خاص ة التفاوت الا قتص ادي الا جتماعي بين مناطق النزوه دورا وتا ثيرا على التهركات الس كانية في قرية الس فيرة. وتحتل العوامل الا قتص ادية الا ولوي ة بالنس بة للنازحين من هذه القرية لهذا لا بد من التوقف في دراس ة النزوه عند مجمعات ثلاش هي: القلود حي النزهة ا بي س مراء كونها تمش ل تقريبا كافة العاءلات النازحة وبالتالي يجب توض يه انعكاس اتها على الوض ع الس كاني حيش يتمركزون. تبين من دراس ة بالعينة للنازحين القاطنين في هذه المجمعات الشلاش التي ا جريت س نة ٢٠١٠ ا ن القوى العاملة واللذين هم في س ن العمل (١٥-٦٤ س نة) تتمشل بما يلي: جدول رقم (٧): الا فراد الداخلون في القوة العاملة لمجمعات النزوه عام ٢٠١٠ ا س م المجمع عدد الا فراد الذين هم في س ن العمل وفقا للعينة النس بة المي وية من مجموع النازحين عدد الذكور للعاملين عدد الا ناش العاملات مجموع العاملين ا ناش وذكور ١٤١ ٤٩ ٩٢ ٥٩ ٨٩ القلود ٢٣٠ ١٢٨ ٤٥ ٨٣ ٦٠ ٦٧ حي النزهة ٢١٦ ٥٥ ١٩ ٣٦ ٦١ ١٨ ا بي س مراء ٩٣ المص در: البهش الميداني ا مان الش بيب يلاحظ من الجدول رقم (٧) ا ن مش اركة المرا ة في العمل المنتج في مجمع القلود تش كل ما نس بته ٣٤ ٧٥ ومش اركتها تش مل النوع البس يط. ا ما في حي النزهة انخفض ت النس بة ا لى ١٠ ٩٣ وذلك لندرة فرص العمل ولعدم ممارس تهن العديد من المهن لاعتبارهن متعلمات. بينما في ا بي س مراء بلغت

78 ٣١ س ليم ديب عبد الرحيم ابراهيم ا مان الش بيب رنا س لامة نس بة مش اركتهن بالعمل ٣٤ ٥٤ وهي ناتجة عن اندماجهن في المجتمع المدني الذي وف ر لهن العديد من فرص العمل في مختلف المجالات. ا ما الا فراد الخارجون عن القوة العاملة في هذه المجمعات الشلاش تبدو متش ابهة ومتقاربة جدا ففي منطقة القلود بلغت حوالي ٤٠ ٠٩ (٣٧ ٢٣ لما دون ١٥ س نة ٢,٨٦ لما فوق ٦٥ س نة) وفي حي النزهة تمش ل حوالي ٣٩ ٣١ (تش مل ٣٦,٥١ دون ١٥ س نة و ٢,٨٠ فوق ٦٥ س نة) بينما في ا بي س مراء لا تتعدى نس بة ٣٨,٨١ (تتوزع بين ٣٦,١٨ لدون ١٥ س نة وبين ٢,٦٣ لفوق ٦٥ س نة). وهذا يعكس بدوره التجانس بين ا فراد الفي ات العاملة من حيش المس توى العلمي والتقني والا فراد الغير عاملة في مناطق النزوه. جدول رقم (٨): ا وجه النش اط الا قتص ادي للقوى العاملة النازحة ا لى مجم ع القلود حس ب نوع المهنة عام ٢٠١٠ النش اط المهني عدد الذكور العاملين النس بة المي وية عدد الا ناش العاملات النس بة المي وية مجموع عدد العاملين (ا ناش- ذكور) ١٢ ٦ ١٢ ٣ ٩ ٧٨ ٩ ١- العاملون في التجارة (س مانة ذهب خض ار س جاد س يارات) النس بة المي وية لا وجه النش اط الا قتص ادي ٨ ٥١ ٧ ٠٩ ١٠ ١٢ ٢٤ ٥ ٥ ٤٣ ٥ ٢- العاملون في مهن حرة (طب ص يدلة محاس بة هندس ة كهرباء محاماة كاتب عدل مطاعم حلاق)

79 النزوه الريفي بين الواقع والمرتجى ٣٢ ١١ ٣٤ ١٦ - - ١٧ ٣٩ ٣- العاملون في وس اءل النقل ١٦ ٢ ٨٣ ٤ - - ٤ ٣٤ ٤ ٤- العاملون في المقاولات وتجارة الجملة والمفرق ١٣ ٤٧ ١٩ - - ٢٠ ٦٥ ٥- العاملون في البناء ١٩ ١٧ ٧٣ ٢٥ ٢٠ ٤٠ ١٠ ١٦ ٣٠ ١٥ ٦- العاملون في مهن حرة ص ناعية (الص ابون الميكانيك الا فران الخياطة المص بغة النجارة) ٩ ٢١ ١٣ ١٢ ٢٤ ٦ ٧ ٦٠ ٧- عم ال في القطاع الا و ل ٧ ١٧ ٠٢ ١٢ ٦٥ ٢٤ ١٨ ٣٠ ٦١ ٢٠ ٤٠ ١٥ ١٠ ٩ ٧٨ ٨ ٦٦ ٩ ٨ ٨- موظفون في القطاع العام ٩- موظفون في القطاع الخاص ١٠٠ ١٤١ ١٠٠ ٤٩ ١٠٠ ٩٢ المجموع المص در: البهش الميداني ا مان الش بيب ٧-١: ا وجه النش اط الا قتص ادي للقوى العاملة المقيمة في المجمعات الشلاش من قرية الس فيرة: تش ير المعطيات الا حص اءية الواردة في جدول رقم (٨) ا لى النقاط التالية: ٧-١-١: ا وجه النش اط الا قتص ادي للقوى العاملة المقيمة في مجمع القلود يش هد مجم ع القلود ندرة في العاملين بالقطاع الا و ل ا ذ لا تتجاوز هذه النس بة ٩ ٢١ من مجموع الذين هم في س ن العمل. وبالتالي فا ن ما يزيد عن ٩٠ من القوى العاملة توق فت عن العمل الزراعي كعمل منتج اقتص اديا وبات التفتيش عن البديل ا مرا حتمي ا.

80 ٣٣ س ليم ديب عبد الرحيم ابراهيم ا مان الش بيب رنا س لامة ولوحظ من خلال الدراس ة الميدانية ا ن ٦ منهم لا يرغبون بالعودة والا س تشمار في القرية بش كل داءم وهذا يش ير ا لى عدم التفكير بالعودة والا س تشمار في القرية بش كل نهاءي. كما يتبين ا ن الطلاب الذين هم في طور الدراس ة لا يتوجهون للا نتس اب ا لى المعهد الزراعي (العبدة). كذلك ا زيلت بعض المزارع الص غيرة التي كانت تحيط با بنية المجم ع والتي كانت مخص ص ة للخض ار وهي تس مى معدة المدينة الخضراء. يش ير البعض من س اكني هذا المجم ع ا ن هذه المزارع الص غيرة كانت تحتكر زراعة وبيع الخضراوات نظرا لوقوعها جغرافيا على حدود المدينة لا ن هذه الس لع لا تحتمل عملية النقل لمس افة طويلة ا و عرض ها في ا س واق الجملة لوقت طويل بل كانت توز ع مباشرة على محلا ت بيع الخض ار داخل مدينة طرابلس. وحاليا لم نعد نلهظ في هذا المجم ع س وى رقع ص غيرة مبعثرة ملهقة بالا بنية ولا تتجاوز مس احة الواحدة منها ٣٠-٢٠ م ٢ وهي مخص ص ة فقط لتلبية بعض الهاجات العاءلية. لدى الا س تفس ار من العاملين في الهقل الزراعي عن مكان العمل ومد ته كانت الا جابات ش به موح دة ا نهم يعملون كما كان يعمل الا باء في بس اتين طرابلس (زيتون وليمون) وا ن فترة العمل تقتصر على فص لي الخريف والش تاء وا ن عدد ا ي ام العمل غير محد دة وغالبا ما تكون مرتبطة بالطقس وهي بمجملها لا تتجاوز ٩٠ يوما في الس نة ض من المنطقة الس احلية. ويتابع هوءلاء عملهم الهقلي بش كل متقط ع في القرية نظرا لارتباط ذلك بض ا لة مس احة الا رض الزراعية التي يملكونها في القرية (ا قل من ١٠٠٠ م ٢ ). - يس تا ثر القطاع الشاني نس بة ٣١,٢٠ من مجموع العاملين وهذه النس بة تتا ل ف من العاملين في مهن ص ناعي ة حر ة (١٧ ٧٣ ) ومن العاملين

81 النزوه الريفي بين الواقع والمرتجى ٣٤ في قطاع البناء الذي يش ك ل نس بة ١٣ ٤٧. ومن المقابلات الش خص ي ة يتبين ا ن ا ص هاب هذه الفي ة (العاملون في قطاع البناء) لا تزيد ا عمارهم عن الخمس والشلاثين س نة ا ي ا نهم ا بناء فترة الهرب اللبنانية وعاش وا فترات الهدم والبناء ولمس وا عن كشب الناتج الا قتص ادي لهذا القطاع. - يش كل القطاع الشالش مانس بته ٢٩ ٧٨ وهي نس بة مرتفعة وعاءدات هذا القطاع مرتبطة بالعاملين في وس اءل النقل حيش يش كلون ١١ ٣٤ والعاملون في المطاعم والمهاس بة والكهرباء ا ض افة ا لى المقاولين وتج ار الجملة والمفر ق. - يس اهم موظ فو القطاع العام والخاص ا ي الذين يعملون عملا ا داريا بنس بة ٢٩ ٧٨ من النش اط الا قتص ادي وهي تس اوي نس بة القطاع الشالش. تش ير النس بة المرتفعة للعاملين في القطاع العام ١٧ ٠٢ ا لى ارتفاع المس توى التعليمي الذي يس مه لهم بممارس ة العمل الهكومي وكذلك الا مر بالنس بة للعاملين كموظفين في القطاع الخاص ا نما بنس بة ا قل ١٢ ٦٥. جدول رقم (٩): ا وجه النش اط الا قتص ادي للقوى العاملة النازحة ا لى حي النزهة حس ب نوع المهنة عام ٢٠١٠ النش اط المهني ١- العاملون في التجارة (س مانة ذهب خض ار س جاد س يارات) عدد الذكور العاملين النس بة المي وية عدد الا ناش العاملات النس بة المي وية مجموع عدد العاملين ) ا ناش- ذكور) النس بة المي وية لا وجه النش اط الا قتص ادي ٧ ٠٣ ٩ ٦ ٦٦ ٣ ٧ ٢٢ ٦

82 ٣٥ س ليم ديب عبد الرحيم ابراهيم ا مان الش بيب رنا س لامة ١٢ ٨٠ ١٠ ٦ ٦٦ ٢ ٩ ٦٣ ٨ ٢- العاملون في مهن حرة (طب ص يدلة محاس بة هندس ة كهرباء محاماة كاتب عدل مطاعم حلاق) ٦ ٢٥ ٨ - - ٩ ٦٣ ٨ ٣- العاملون في وس اءل النقل ٢ ٣٤ ٣ - - ٣ ٦١ ٣ ٤- العاملون في المقاولات وتج ار الجملة والمفرق ١٠ ١٥ ١٣ - - ١٤ ٤٥ ١٣ ٥- العاملون في البناء ١٢ ٥٠ ١٦ ١١ ١١ ٥ ١٣ ٢٥ ١١ ٦- العاملون في مهن حرة ص ناعية (الص ابون الميكانيك الافران الخياطة المص بغة نجارة) ٧ ٨٠ ١٠ ١١ ١١ ٥ ٦ ٠٥ ٥ ٧- عم ال في القطاع الاول ٢١ ٨٧ ٢٨ ٣٥ ٥٥ ١٦ ١٤ ٤٥ ١٢ ٨- موظفون في القطاع العام ٢٤ ٢١ ٣١ ٣١ ١١ ١٤ ٢٠ ٤٨ ١٧ ٩- موظفون في القطاع الخاص ١٠٠ ١٢٨ ١٠٠ ٤٥ ١٠٠ المجموع ٨٣ المص در: البهش الميداني ا مان الش بيب

83 النزوه الريفي بين الواقع والمرتجى ٣٦ ٧-١-٢: ا وجه النش اط الا قتص ادي للقوى العاملة في حي النزهة: يتبين من الجدول رقم (٩) ا ن القطاع الا ول يش ك ل ما نس بته ٧ ٨٠ من النش اط الا قتص ادي ولا يتجاوز عدد العاملين في القطاع الزراعي ٩ ا ش خاص. ولا تختلف الا عمال التي يقومون بها في حي النزهة عن تلك التي يقومون بها في قرية الس فيرة ا لا من حيش الفارق الجغرافي حيش تتركز ا عمال هوءلاء في المناطق المهيطة بمجم ع النزهة ويلتزم هوءلاء الا فراد بخدمة وص يانة مجموعة من كروم الزيتون المجاورة س واء من حيش الفلاحة ا و التقليم والا س مدة وس ج لت المعلومات المتوافرة لدينا وجود ٣ ا ش خاص يتعاطون ض مانة الهقول التي يشرفون على ص يانتها. ويلاحظ عدم خلو هذا القطاع من حركة انتقال الرعاة (transhumance) بيد ا ن ها في طور الا نقراض التدريجي وباتت تقتصر على وجود ٣ زراءب تقع في الض واحي الش مالية الشرقية لهذا المجم ع. - ا ما القطاع الشاني فيش غل ما نس بته ٢٢ ٦٥ من النش اط الا قتص ادي ولم نلهظ اختلافا جذريا في طبيعة تلك التي ا وردناها لنفس القطاع في مجمع القلود حيش خض ع ا ص هاب هذا القطاع لنفس الظروف ا ي معايش ة حركة البناء واختيارهم لهذه الهرفة بش كل داءم مع كل ما تفرض ه من بطالة موءقتة قسرية ا حيانا (ا حوال الطقس وتوافر الفرص ). - يس تا ثر القطاع الشالش ما نس بته ٢٣ ٤٣ من النش اط الا قتص ادي وهذه النس بة تمش ل العاملين في تجارة الخض ار والس مانة وفي الكهرباء والمطاعم وكذلك العاملون في وس اءل النقل. - ا ما القطاعين العام والخاص يش كلان ما نس بته ٤٦ ٠٨ من النش اط الا قتص ادي وترتبط النس بة المرتفعة نس بيا للعاملين في هذين القطاعين بالمس توى العلمي.

84 ٣٧ س ليم ديب عبد الرحيم ابراهيم ا مان الش بيب رنا س لامة جدول رقم (١٠): ا وجه النش اط الا قتص ادي للقوى العاملة النازحة ا لى ا بي س مراء حس ب نوع المهنة عام ٢٠١٠ النش اط المهني عدد الذكور العاملين النس بة المي وية عدد الا ناش العاملات النس بة المي وية مجموع عدد العالمين ) ا ناش- ذكور) النس بة المي وية لاوجه النش اط الا قتص ادي ١٠ ٩٠ ٦ ١٠ ٥٢ ٢ ١١ ١١ ٤ ١ -العاملون في التجارة (س مانة ذهب خض ار س ج اد س يارات) ١٦ ٣٦ ٩ ٢١ ٠٢ ٤ ١٣ ٨٨ ٥ ٢- العاملون في مهن حرة (طب ص يدلة محاس بة هندس ة كهرباء محاماة كاتب عدل مطاعم حلاقة) ٥ ٤٥ ٣ - - ٨ ٣٣ ٣ ٣- العاملون في وس اءل النقل ٥ ٤٥ ٣ - - ٨ ٣٣ ٣ ٤- العاملون في المقاولات وتجارة الجملة والمفرق ١٤ ٥٤ ٨ - - ٢٢ ٢٢ ٨ ٥- العاملون في البناء ٢٧ ٢٧ ١٥ ٢١ ٠٢ ٤ ٣٠ ٥٥ ١١ ٦ -العاملون في مهن حرة ص ناعية (الص ابون الميكانيك الا فران الخياطة المص بغة النجارة) ٧- عم ال في القطاع الا ول

85 النزوه الريفي بين الواقع والمرتجى ٣٨ ١٠ ٩٠ ٦ ٢٦,٣١ ٥-١ ٨- موظفون في القطاع العام ٩ ٠٩ ٥ ٢١ ٠٢ ٤ ٢ ٧٧ ١ ٩- موظفون في القطاع الخاص ١٠٠ ٥٥ ١٠٠ ١٩ ١٠٠ المجموع ٣٦ المص در: البهش الميداني ا مان الش بيب ٧-١-٣: ا وجه النش اط الا قتص ادي للقوى العاملة في ا بي س مراء: ي ظهر جدول رقم (١٠) غياب التمشيل الا قتص ادي بش كل تام للقطاع الا ول عند النازحين المقيمين في ا بي س مراء كما ا ن ذلك لا يعبر تعبيرا دقيقا عن واقع هذا القطاع ا ذ يش ير بعض الا هالي الذين كانوا محور العمل الا حص اءي ا نهم يمارس ون العمل الهقلي بش كل جزءي في فص لي الربيع والص يف وربما ا واءل الخريف ولكن الناتج الا قتص ادي الض عيف يجعل الا عتماد عليه كمدخول مس اعد متعذ را. كما ا ن هذه المعلومات تش ير ا لى تص در القطاع الشاني للواجهة الا قتص ادية بنس بة ٤١ ٨١ يليه القطاع الشالش بنس بة ٣٨ ١٨. بمعنى ا خر فهذين القطاعين يش كلان معا ٨٠ من معد ل النش اط الا قتص ادي. والواقع ا ن نا وجدنا ص عوبة في تحديد رقمي نهاءي للعاملين في هذين القطاعين نظرا للتداخل الهاص ل بينهما وللتوض يه نقول ا ن عدة ا ش خاص مما ا جرينا معهم المقابلة غير وا مهنهم فمن عامل في تمديد الكهرباء ا لى ص الون حلاقة ومن باءع خض ار ا لى العمل في س وبر ماركت ا و في مطعم... بناء على ذلك وجدنا من غير الممكن الهص ول على معلومات دقيقة عن الدخل الش هري ا و الس نوي للا فراد الذين ش ملهم العمل الا حص اءي. ا ما موظفو القطاع العام والخاص يش كلون ما نس بته ٢٠ من النش اط الا قتص ادي.

86 ٣٩ س ليم ديب عبد الرحيم ابراهيم ا مان الش بيب رنا س لامة ٧-٢: مقارنة بين المجمعات الشلاش: بعد دراس ة النش اط الا قتص ادي في كل من القلود وحي النزهة وا بي س مراء لا بد من ا جراء مقارنة بين هذه المجمعات: - لا ظهار ا وجه الش به والا ختلاف في الا نش طة الا قتص ادية ومدى تا ثير الا ندماج الكلي ا و الجزءي في الهياة المدنية. - للتعر ف على ا ثار الجذب المدني بهدف التهقق من ا ن هذه المجمعات س تص به قريبا ا حياء من مدينة طرابلس. - للتهقق من ا ن طريق العودة للا س تقرار في القرية س تكون س الكة وممكنة مع الا خذ بعين الا عتبار العامل الزمني. يلاحظ بعد مقارنة ا وجه النش اط الا قتص ادي للنازحين (ش كل ١) ا ن القطاع الا ول يهتل المرتبة الا ولى في مجمع القلود (٩ ٢١ ) ومن ثم في حي النزهة (٧ ٨١ ) ا لا ا نه يتلاش ى نهاءيا في منطقة ا بي س مراء. وهذا ما يجعلنا نس تنتج ما يلي: العلاقة الطردية بين نس بة العاملين وتوافر فرص العمل الزراعي ا و توافر المش اريع الزراعية التي يمكن ا ن تس توعب الا يدي العاملة المتوافرة. ا همية الموقع الجغرافي الذي يس مه بممارس ة الا نش طة القروية في بعض المواقع بينما يهظر وجودها في ا ماكن ا خرى. وقد ظهر ذلك من خلال الدراس ة الميدانية حيش ش وهد انتش ار حظاءر الهيوانات كشيفا في منطقة القلود ثماني حظاءر بينما تض اءل وجودها في حي النزهة واقتصر على ثلاش حظاءر في حين اختفت تماما في منطقة ا بي س مراء. ض عف قيمة المدخول العاءد من العمل الزراعي مما يجعل العمل في هذا القطاع ا مرا غير مرغوب به خاص ة من قبل الش باب.

87 النزوه الريفي بين الواقع والمرتجى ٤٠ ا ن معدل مس اهمة القطاع الا ول في النش اط الا قتص ادي تص ل نس بته ا لى ٥ ٦٧ من الوحدة الا جتماعية للمجمعات الشلاش (ش كل ١). ا ما القطاع الشاني يش كل نس بة ٣١ ٢٠ من النش اط الا قتص ادي في منطقة القلود وتنخفض نس بته ا لى ٢٢ ٦٥ في مجمع حي النزهة وترتفع ا لى ٤١ ٨٨ في ا بي س مراء. يلاحظ من هذا التوزيع مفارقة كما القطاع الا ول ويعود ذلك ا لى ما يلي: ا رتباط نس بة مش اركة هذا القطاع بالمس توى التعليمي والتخص ص كما ا ن مجمع حي النزهة محاطا بعدد من الجامعات الخاص ة التي اس تطاعت امتص اص شريهة كبيرة من في ات الس ن بين ٢٠-٣٠ س نة وهذا ما يفسر تض اوءل هذه النس بة. مطابقة نس بة العاملين في مجال البنية التهتية ا و عمال البناء لما عليه واقع الهال في ا بي س مراء ويرتبط ذلك بعملية الجذب الكبيرة التي يس تا ثرها العمل في القطاعين العام والخاص بنس بة ٤٦ ٠٩. يش كل هذا القطاع ٣١ ٨٨ من النش اط الا قتص ادي في الوحدة الا قتص ادية الا جتماعية. عرف القطاع الشالش وض وحا ش ديدا في نس بة المش اركين في النش اط الا قتص ادي وهي تتدرج كالتالي: القلود (٢٩ ٧٨ ) حي النزهة (٢٣ ٤٣ ) وا بي س مراء (٣٨ ١٨ ). وهي تظهر مس اهمة القطاع الشالش في الا ندماج المدني وتعتبر المدينة مركز جذب لا عداد كبيرة من الذين ينتمون ا لى هذا القطاع (ش كل ١ ). فيما يتعلق بالقطاعات الا خرى (العام والخاص ) نجد ا ن مس اهمتها في النش اط الا قتص ادي تبلغ ا علاها في حي النزهة نس بة ٤٦,٠٩ وتنخفض تدريجيا في القلود لتص ل ا لى ٢٩,٧٨ بينما تتدنى هذه النس بة في ا بي س مراء ا لى ٢٠.

88 ٤١ س ليم ديب عبد الرحيم ابراهيم ا مان الش بيب رنا س لامة ا ن الا نخراط في هذه القطاعات لا يس تدعي وجود را س مال بل يعتمد على الكفاءة العلمية والتقنية باختلاف مس توياتها. وفي غياب را س المال يبقى الا نتس اب ا لى حقل الوظيفة حلما يراود حتى العاملين في القطاعات الا خرى لوجود الدخل الش هري المنتظم ولوجود الض مان الا جتماعي وحصرا الض مان الص هي من مختلف مص ادره. ا لا ان نس بة مس اهمة هذين القطاعين في النش اط الا قتص ادي تبقى في حدوده المقبولة. يس اهم هذان القطاعان بنس بة ٣١,٩٥ من النش اط الا قتص ادي في الوحدة الا قتص ادية الا جتماعية (ش كل ١). ش كل رقم (١): نش اط القطاعات الا قتص ادية في المجمعات الشلاش: القلود حي النزهة ا بي س مراء ا ظهرت الدراس تان خطورة النزوه الريفي وا مكانية بقاء هذه الهركة الس كانية ناش طة طوال الس نوات المقبلة وتحويل المناطق الريفية ا لى ا طلال خالية من الهياة. ا ن توف ر مجالات العمل في بلدة القرعون ا بطا حركة النزوه التي سر عتها في ما بعد الا حداش اللبنانية ومن ناحية ا خرى قض ى تلو ش البهيرة وتا خ ر